تصريحات بوهلر تهز "إسرائيل" ونتنياهو لا يملك ترف الخلاف مع إدارة ترامب

ادم بوهلر
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين إسرائيليين، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجد نفسه في موقف حرج لا يسمح له بالدخول في خلاف مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك وسط توتر متزايد بشأن مفاوضات تتعلق بقطاع غزة.

وبحسب الصحيفة، فإنَّ التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ستيفن بوهلر، مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، حول استعداد حركة حماس لنزع سلاحها، أثارت غضب إسرائيل، وأكّدوا على أنَّ أيّ خلاف مع إدارة ترامب قد يُهدد العلاقة مع المورد الرئيسي للأسلحة في إسرائيل، مما ينعكس سلباً على قدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار العمليات العسكرية.

وأضافت الصحيفة: "نتنياهو يواجه ضغوطاً داخلية تمنعه من الاصطدام مع واشنطن، حيث يعتمد استقرار ائتلافه الحاكم على دعم الولايات المتحدة، خاصة في ظل الانقسامات السياسية الحادة داخل إسرائيل".

وأوضح المسؤولون الإسرائيليون أنَّ بوهلر كان يُقدم عروضاً لحماس تتطلب من إسرائيل تقديم تنازلات مقابل أيّ اتفاق، وهو ما أثار استياء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي ترى في تلك العروض تحميلها أعباءً سياسية وأمنية لا يمكنها تحملها.

وقال وزير المالية الإسرائيلي، اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، لإذاعة الجيش: "لقد سعى إلى إجراء مفاوضات لتحرير الرهائن الأمريكيين من تلقاء نفسه"، واصفاً المسعى بأنّه خطأ فادح.

كما قال آفي ديختر وهو وزير الزراعة من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو والرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك": "إنَّ بوهلر أظهر عدم فهم لأهداف حماس"، مُردفاً في مقابلة مع قناة "كان": "من يعتقد أنَّ حماس ستتخلى عن سلاحها لا يعرف حماس، ولا أيديولوجيتها أو استراتيجيتها، ستحتاج إسرائيل إلى هزيمتهم بشكل حاسم في الحرب".

وكذلك قال شالوم ليبنر، وهو مسؤول كبير سابق في مكتب نتنياهو: "إنَّ إسرائيل تستثمر الكثير من أجل تصوير أنَّ واشنطن وإسرائيل على نفس الصفحة"، مما يساعد نتنياهو على الحفاظ على تماسك ائتلافه وإجراء مفاوضات صعبة مع حماس. "أي شيء يوحي بوجود انقسامات في هذا الائتلاف يعقد كل هذه المهام".

واشتكى المسؤولون الإسرائيليون خلال إدارة بايدن، في كثير من الأحيان من أنَّ حماس تتشدد في موقفها التفاوضي كلما رأت ضوء النهار بين واشنطن و"إسرائيل".

وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن، مايكل أورين، عن محادثات بوهلر مع الجماعة الإسلامية المسلحة: "إنها تسمح لحماس بالاحتفال بدق إسفين بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

وقال مسؤولون عرب ومسؤولون في حماس: "إنَّ المحادثات التي جرت على هامش الاجتماع شارك فيها بوهلر برفقة مسؤولين أمريكيين آخرين وعدد من كبار المسؤولين في حماس، وإنهم ناقشوا اقتراحاً مدعوماً من الولايات المتحدة يقضي بإطلاق حماس سراح 10 رهائن أحياء، من بينهم الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، مقابل تمديد وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً".

كما أشار مبعوث الرئيس ترامب، إلى أنَّ حماس مستعدة لإلقاء السلاح مقابل هدنة، وقال إنَّ للولايات المتحدة مصالح منفصلة عن مصالح إسرائيل، في تصريحات أثارت إحباط بعض المسؤولين الإسرائيليين القلقين أصلاً من محادثاته المباشرة مع الحركة.

وقال آدم بوهلر، في مقابلات مع التلفزيون الإسرائيلي: "إنَّ هدفه الرئيسي في المحادثات هو إطلاق سراح آخر رهينة أمريكي لا يزال على قيد الحياة في غزة"، لكنه قال أيضاً لهيئة البث الإسرائيلية العامة "كان" إنَّ حماس عرضت هدنة من خمس إلى عشر سنوات تُفرج بموجبها عن جميع الرهائن مقابل جميع الأسرى الفلسطينيين، وتلقي سلاحها، وتسمح للولايات المتحدة وغيرها بضمان إزالة نظام الأنفاق الواسع، وتنسحب من السياسة.

فيما وصف بوهلر الاقتراح بأنّه "ليس عرضاً أولياً سيئاً"، مُشيراً إلى أنَّ اتفاقاً جديداً يمكن أنّ يتم التوصل إليه في غضون أسابيع.