سباق بين الحرب والمفاوضات

ugr5e.jpg
حجم الخط

بقلم هاني المصري

 

تجدد حرب الإبادة وارد وأحد الاحتمالات التي يجب أن تؤخذ بالحسبان، لأن

اولا حكومة الاحتلال انقلبت على الاتفاق وترفض التفاوض على تطبيق المرحلة الثانية والثالثة، وحصلت على موافقة أمريكية على ا) موقفها بدليل أن العروض الامريكية التي تقدم في جولات المفاوضات لا علاقة لها بالاتفاق الموقع، وب) وموافقة امريكية على التجويع والتعطيش وقطع الكهرباء الممارس منذ بداية هذا الشهر.

وثانيا لأنها لا تزال تريد تحقيق أهداف الحرب التي لم تتحقق، فهي حكومة حسم الصراع ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية.

وثالثا لأنها تخشى إذا لم تجدد الحرب من السقوط لأن حزب الصهيونية الدينية يهدد بالانسحاب إذا تم تطبيق الاتفاق السابق أو إذا لم تجدد الحرب.

ورابعا لأن إدارة ترامب اعطتها الضوء الأخضر ووافقت على مجزرة اليوم، وشجعتها بعد قصفها لليمن وتهديدها لإيران، ما يؤكد ان واشنطن في العهد الجديد تريد السلام عبر القوة، أي تحقيق الأهداف الأمريكية والاسرائيلية بالمفاوضات وإذا لم تتحقق فالحرب على الطاولة.

خامسا إن الأزمات الداخلية الإسرائيلية المتعلقة بإقالة رئيس الشاباك وردود الأفعال، وعقدة إقرار الموازنة في نهاية هذا الشهر او تسقط الحكومة فورا، وعلاقة هذه الأزمة بتجنيد المتدنيين وتهديدهم بالانسحاب من الحكومة إذا لم يستجب لمطالبهم كلها تشجع على التصعيد.

سادسا إن الخطة التي اقرتها القمة العربية على أساس رفض التهجير، ناقصة من وجهة نظر واشنطن ويجب استكمالها وخصوصا فيما يتعلق بابعاد حماس عن الحكم ونزع السلاح في قطاع غزة.

لا يعني ما سبق أن تجدد الحرب حتمي ولكنه سيناريو مرافق لسيناريو المفاوضات، كما تريد حكومة نتنياهو منع عودة السلطة الى قطاع غزة وقتل أي امكانية لقيام دولة فلسطينية، وأن تفرض الاستسلام على حماس وتبقي في الحد الادنى على السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة وما يعنيه ذلك من حرية تصرف على شاكلة ما يجري في الضفة الغربية.

على الطرف الفلسطيني بمختلف مكوناته أن يحسب حساباته على أساس ما سبق وضمن أن كل السيناريوهات واردة وتتقدم أو تتأخر وفق المستجدات والعوامل الثابتة والمتغيرة، والأرباح والخسائر، وأن الأولوية يجب أن تكون لوقف حرب الابادة والضم والتهجير وتوفير مقومات الصمود مهما كان الثمن.