هآرتس: إسرائيل تمنع عودة المحتجزين باستئناف العدوان على غزة

74f03e00-04a2-11f0-b8d4-77936cf599bd-file-1742375624157-961683278.webp
حجم الخط

وكالة خبر

استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي، العدوان على غزة، فجر أمس الثلاثاء، بذريعة رفض حماس مقترحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لكن الحقيقة، التي أوردها تحليل لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن تل أبيب هي التي انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار المبرم، 19 يناير الماضي، وتمنع عودة المحتجزين.

وذكرت الصحيفة، في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني، أن إسرائيل انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، باستئناف العدوان مُجددًا على القطاع الفلسطيني المدمر، ما يعرض حياة المحتجزين المتبقيين لدى حماس، للخطر.

وأوضحت الصحيفة أن قطاع غزة، حتى قبل عامين، كان يعج بالحياة، حيث المقاهي والمطاعم والمتنزهات المزدحمة، ولم يحدث ذلك العام الماضي، عندما كانت الحرب في أوجها، لكن كل من تمنى أن يتوقف إطلاق النار هذا العام، على الأقل خلال شهر رمضان، اكتشف أنه كان مخطئًا.

وبعث وقف إطلاق النار المعلن، يناير الماضي، تفاؤلًا مع حلول شهر رمضان، أوائل مارس الجاري. ورغم الدمار الهائل في غزة، بُذلت جهود للتعافي، فأقيمت أسواق وأكشاك مؤقتة، وأعيد فتح بعض المتاجر الكبرى والمراكز التجارية، ولو جزئيًا، لتظهر بوادر الحياة في أماكن كثيرة.

وخلال الأسبوعين الماضيين، ازدادت المخاوف واستمر وقف إطلاق النار، لكن قرار إسرائيل بمنع دخول المساعدات الإنسانية أدى إلى تفاقم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والنقص الحاد في المياه والكهرباء. علاوة على ذلك، أدركت حماس أن محادثاتها المباشرة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم تفضِ إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. 

في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، قبيل أذان الفجر وبدء الصيام، هزت موجات قصف غزة من جديد، وأعادت عشرات الغارات الجوية فجأة مشاهد الحرب والفظائع، دمارًا ودخانًا، وأصوات سيارات الإسعاف وصراخ يمزق القلوب، ونقالات تحمل أطفالًا استشهدوا إلى المستشفى.

وأدى النقص المستمر في سيارات الإسعاف وكذلك معدات الإسعافات الأولية إلى تفاقم المعاناة، وتحولت العربات التي تجرها الخيول والحمير إلى مركبات إسعاف مرتجلة.

وأسفرت الغارات الجوية الضخمة عن استشهاد وإصابة المئات. ورغم أن آلاف الجثث لا تزال مدفونة تحت أنقاض المراحل الأولى من الحرب، فإن سكان غزة توقفوا عن البحث عنها للتركيز على الضحايا الجدد. 

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن صور المستشفيات كانت "صعبة المطالعة"، أما بالنسبة لبعض الأمهات اللواتي كن يصرخن عند الأبواب، فقد كان الألم أشد، لأن أطفالهن ماتوا جوعًا، وسط محاولات مستمرة في غزة لجمع قوائم الشهداء، التي ضمت عائلات بأكملها.

وتشير "هآرتس" إلى أن إسرائيل تقوم بقصف غزة وتجويع سكانها بدعم من إدارة ترامب، في حين تدرك قيادة حماس - أو ما تبقى منها - أن هذه هي الورقة الوحيدة التي تملكها للضغط على إسرائيل، حتى لو كانت ضعيفة.

وأكدت حماس مجددًا استعدادها لمناقشة أي مقترح قائم على إنهاء الحرب، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يزال يعارض ذلك. وبالتالي، فإن خيارات الحركة محدودة، إما الموت مع المحتجزين، أو الانتظار حتى يُوقف ضغط عائلاتهم في إسرائيل الهجوم.

وخلصت "هآرتس" إلى أن الأمر بالنسبة لحماس لم يعد يسمح بالتراجع أو الاستسلام، أو حتى نزع سلاح، أو الانخراط في أي اتفاق لإعادة المحتجزين، إلا بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة.

ونجح الوسطاء، 19 يناير الماضي، في التوصل لاتفاق من 3 مراحل بين إسرائيل وحماس، بوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين والأسرى، وانتهت المرحلة الأولى مطلع مارس الجاري، وتصر إسرائيل على تمديدها لأجل استعادة جميع المحتجزين، دون الالتزام بالانسحاب من غزة.

وترفض الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق غزة، التي تقضي بانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وبدلًا من ذلك، تصر على تمديد المرحلة الأولى لاستعادة أكبر عدد ممكن من المحتجزين الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق.

وأعلن نتنياهو تمسكه بمقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي ينص على تمديد وقف إطلاق النار والإفراج عن 11 محتجزًا إسرائيليًا على قيد الحياة، إضافة إلى نصف عدد جثث القتلى الذين بحوزة حماس.

وفي 14 مارس الجاري، أعلنت حماس موافقتها على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.

ووصف ويتكوف عرض حماس بالإفراج عن محتجز إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية وإعادة جثث 4 آخرين بأنه "غير كافٍ ولا يمكن أن يكون أساسًا للتفاوض".

وأضاف المبعوث الأمريكي، أن "فرصة حماس لمواصلة التهدئة لن تدوم طويلًا"، مشيرًا إلى أن الوقت ليس في صالح الحركة.