كتب نحاميا شترسلر: يقود نتنياهو إلى حرب أهلية. هو معني بها. هذه الحرب ستخدمه. النار في الشوارع ستقويه وستزيد “المعسكر الوطني” الذي سيتوحد حوله. وستمكنه من نسيان إخفاقاته الفظيعة: 7 أكتوبر، وإهمال المخطوفين، و”قطر غيت”. سيستخدم الفوضى في الشوارع ذريعة لإلغاء الانتخابات في 2026 إذا تنبأت الاستطلاعات بهزيمته.
لذلك، هو مصاب بالصدمة من أقوال رئيس المحكمة العليا السابق أهارون براك، الذي حذر من حرب أهلية. فسارع: “لن تحدث حرب أهلية”. ومثله سموتريتش الذي اعتقله “الشاباك” من قبل للاشتباه بنشاطات خطيرة. قال سموتريتش إنه على قناعة بأن “الأمر يتعلق بأقلية صغيرة وغير تمثيلية”. وأن الأغلبية في معسكر الوسط – يسار “لا تفكر حتى بالحرب الأهلية، لا سمح الله”. إذاً، صحيح أنهم في الوسط – يسار لا يستعدون لحرب أهلية، لكن اليمين يستعد لها، ويريد تنويم المعسكر المقابل.
جاء العنف من الجناح اليميني، فقد خرج من معسكر نتنياهو وسموتريتش قاتل إميل غرينتسفايغ وقاتل إسحق رابين. نخبة اليمين هي التي أقامت “التنظيم السري اليهودي”. والمستوطنون هم الذين يضربون ويصيبون جنود الجيش الإسرائيلي، ويحرقون السيارات العسكرية، ويمسون باليهود والعرب في “المناطق” [الضفة الغربية]. قال باراك الحقيقة المخيفة بكل بساطة: “نحن قريبون جداً من الحرب الأهلية. اليوم دهست سيارة متظاهراً في القدس، وغداً إطلاق نار، وبعد غد سفك الدماء”. وواصل قوله إن الحكومة تجاوزت الكثير من الخطوط الحمراء، وإن “المشكلة هي الشرخ الكبير في المجتمع الإسرائيلي، شرخ يتسع، ونهايته كقطار ينزل عن السكة إلى الهاوية: حرب أهلية”.
صحيح أنهم في الوسط – يسار لا يستعدون لحرب أهلية، لكن اليمين يستعد لها، ويريد تنويم المعسكر المقابل
هذا الشرخ الكبير خلقه نتنياهو بمساعدة رعاية كراهية بين قسمي الشعب. في 1997 همس في أذن الحاخام كدوري: “اليسار نسي ما يعني أن تكون يهودياً”. وبعد ذلك، تطور وأنشأ آلة سم، وحول الكراهية إلى استراتيجية مركزية. قبل أسبوع، في جلسة للحكومة حول إعادة بن غفير إلى منصب وزير الأمن الوطني، توجه إلى المستشارة القانونية للحكومة ونفث السم: “أنتم، المتنورين، تقولون لأنفسكم، هل نسمح لهؤلاء القرود أن يختاروا؟”.
رئيس طاقم نتنياهو نتان ايشل، عرف استراتيجية الكراهية: “الكراهية ستوحد معسكرنا.. هم يكرهون الجميع.. أما نحن فنجحنا في زيادة الكراهية، وهذا ما يوحد معسكرنا”. الحديث يدور عن شخص وثق بالهاتف المحمول تحت تنورة عاملة في المكتب، واضطر لتقديم استقالته. قبل بضعة أيام، منح يورام كوهين، رئيس “الشاباك” الأسبق (وهو شخص مؤثر جدا) مقابلة لإيلانا ديان في القناة 12، قال فيها إن لنتنياهو “مشكلة أهلية”، هذا مخيف. وقال بشأن هجمات نتنياهو ضد رئيس الأركان السابق وضد رئيس “الشاباك” إن هذا “سيؤدي إلى شرخ كبير وعنف في داخل المجتمع”. وهذا يشبه أقوال باراك.
قبل بضعة أشهر أوقفت الشرطة أحد سكان حيفا (43 سنة)، ونشر فيلم فيديو جاء فيه “يجب اجتثاث مجتمع اليسار عن بكرة أبيه، بصورة قانونية أو غير قانونية، ولو بفأس على الرأس وطعنة في الوجه… كل متظاهر في كابلان سيكون معاقاً… سنحرقكم ونحرق أولادكم في وضح النهار”. لذلك، يجدر التشكك في توزيع السلاح العام الذي قام به بن غفير. تم توزيع رخص السلاح على أكثر من 100 ألف مواطن، كثيرون منهم من المستوطنين. حتى إن رجال مكتبه وزعوا رخصاً لحوالي 13 ألف شخص خلافاً للقانون، بعضهم من المقربين.
أمام هذا التهديد الحقيقي، بات على الوسط – يسار الاستعداد. أهارون باراك ويورام كوهين يعرفان عما يتحدثان.
صحيفة هآرتس العبرية