فاعليات غزة الشعبية وأثرها علي الحالة الوطنية

thumb.jpg
حجم الخط

بقلم محسن أبو رمضان

 

 

  لايمكن لوم الحالة الشعبية التي انطلقت بالأمس قي بيت لاهيا وتعممت علي العديد من مواقع القطاع.

ومن غير المعقول تكرار نظرية المؤامرة بالحديث عن وقوف بعض القوي خلفها .

يجب فهم الحالة موضوعيا والوقوف علي اسبابها دون اتهامات لا تفيد في معالجة الازمة .

عاني الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حوالي ستة عشرة شهرا من العدوان والقتل والدمار وتحمل شعبنا ماسي متعددة منها النزوح المتكرر وتقويض المنظومة الغذائية والصحية والانسانية الا انة لم ينكسر وصمد صمودا اسطوريا وافشل مشروع التهجير عندما عاد بمئات الالاف من الجنوب الي الشمال عند لحظة الإعلان عن وقف إطلاق النار في 19/ 1.

يعتقد قطاع واسع من الشعب ان قيام حماس بتسليم المحتجزين لديها واستعدادها لمغادرة المشهد في غزة سينهي المأساة والمقتلة المستمرة بحقهم.

ان النظر الي طبيعة الشعارات التي رفعها ورددها المتظاهرون يجد  انها موجهة الي الاحتلال وخاصة شعار بدنا نعيش وبيت الشعر المرفوع بعنوان اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجيب  القدر ....الخ .

كما انها موجهة لاداء حكم حماس في غزة الذي تسلم مقاليدها منذ أحداث الانقسام بالعام 2007.

لا يوجد شعار رفع ضد المقاومة او ضد النضال الفلسطيني رغم الثمن الباهظ الذي دفعة شعبنا من خلال وجود اكثر من 200 الف شهيد وجريح جلهم من النساءوالأطفال.

اعتقد ان حماس يجب ان تاخذ بعين الاعتبار وبصورة جدية ما حدث من فاعليات شعبية وتقوم بإعادة النظر بسياستها الداخلية بعيدا عن الاستحواذ والسيطرة وتقليص مساحة الحريات واعتبار ان ما هو ليس معي أو منتقد لي فهو ضدي.

ان مراجعة الأداء بما يتعلق بتوزيع المساعدات وبغلاء الأسعار  وبملاحقة تجار الحرب الي جانب المراجعة السياسية للاداء العملي والتفاوضي منذ السابع من أكتوبر للعام 2023 بات ضرورة موضوعية .

لقد دفع شعبنا ثمنا كبيرا ولم يستسلم وشكل حاضنة إيجابية للمقاومة علي مدار الحرب الراهنة والتي سبقها أربعة حروب قبلها الأمر الذي يؤهل المواطنين للانتقاد وإبداء الرأي والاحتجاج بالطرق السلمية والمشروعة وهذا يتطلب تجاوز الاتهامات النمطية عن أسباب حدوث الفاعليات عبر نظرية المؤامرة.

ان المؤامرة حتي لو افترضنا وجودها فهي لن تستطيع تحريك الشارع الذي يتحرك فقط عن توفر قناعة جمعية لدية .

لقد ان الأوان لخوض حوار مجتمعي سياسي تحتي اي من القواعد الشعبية بهدف العمل علي سد الفجوات وتقريب وجهات النظر وتصويب الأداء وإعادة تصويب البوصلة لتتجة للصمود وادانة الاحتلال وجرائمة وافشال مشرع التهجير .

اننا في لحظة تاريخية فارقة لا ينفع بها التلاوم والاتهامات المتبادلة بل ينفع معها  الإدراك بخطورة التحديات الوجودية التي تتهدد القضية الوطنية تنفيذا للمخطط الاستعماري والاحلالي والعنصري الصهيوني علي حساب الارض والشعب والحقوق .

ان تشكيل اللجان الشعبية بكل مواقع القطاع بحيث تتكون من كافة القوي السياسية والمجتمعية سيشكل فرصة لتجاوز التشققات والاحتقانات الداخلية وتعمل علي صيانة السلم الاهلي والتماسك الاجتماعي وسيساعد ذلك بالضرورة علي انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وفق اعلان بكين وغيرة من اتفاقات المصالحة.

ومن الهام في ظل هجوم حكومة الاحتلال الفاشية ذو الطبيعة الاستراتيجية والرامية لحسم الصراع القيام بتقديم مقترحات جماعية عبر منظمة التحرير الفلسطينية تبدأ بتشكيل وفد مشترك للمفاوضات أسوة بحرب عام  2014 وتتوج بتحقيق الشراكة بالهيئات والمؤسسات التمثيلية الفلسطينية وتستند الي آليات عمل من ضمنها التمسك بالخطة المصرية العربية لإعادة الاعمار في قطاع غزة والتي تتضمن تشكيل لجنة إدارية مهنية لإدارة شؤون القطاع والإعلان عن هدنة في غزة والضفة مبنية علي وجود قوة دولية لحماية الشعب الفلسطيني بما ينزع الذرائع من الاحتلال ويعمل علي الحد من اندفاعتة الهمجية ذات الأبعاد التهجيرية .

ان إدارة الصراع بحكمة تتطلب إدارة مشتركة لها تتكون من كافة القوي    والفاعليات وتمارس أشكال  فاعلة وذات  اجماع ومنها المقاومة الشعبية والسياسية والدبلوماسية والقانونية والمقاطعة وغيرها علما بأن كافة أشكال النضال مشروعة بما في ذلك المقاومة المسلحة  ولكن يجب أن يقرر العقل الجمعي الفلسطيني بالاشكال الانجع القادرة علي تحقيق الهدف وعلينا ان نستفيد من تجربة الانتفاضة الشعبية الكبري .

من الهام الاستفادة  من الفاعليات الشعبية التي تمت في غزة واستخلاص  الدروس والعبر منها   ولكن علي قاعدة تصويب البوصلة في مواجهة الاحتلال وبما يعمل علي تصحيح الخلل بالأداء الداخلي وعلي أرضية ان الجميع في دائرة الاستهداف وبالتالي من مصلحة الكل انجاز الوحدة السياسية والمجتمعية حيث ليس من الصائب براي توجية اللوم الي الضحية بل الي الجلاد وهو الاحتلال الذي يشكل العدو الرئيسي لكل مكونات الشعب الفلسطيني.