السياسة الخارجية الأميركية: «ويتكوف» بدل كيسنجر!

تنزيل (3).jpg
حجم الخط

الكاتب: عبد المنعم سعيد

 

 

لكل مرحلة في التاريخ نجومها والمرحلة الحالية نجمها الكبير هو دونالد ترامب الذي بات مركزاً للأحداث والمواقف. النجوم في العادة تولد حولها أقمار، وهما قمران: «إيلون ماسك» و«ستيف ويتكوف»؛ الأول يحقق الكفاءة للحكومة الفيدرالية، والثاني يقيم السلام في العالم. الأخير بات مفوضاً من قبل الرئيس لإدارة مفاوضات حرب غزة في الشرق الأوسط، وحرب أوكرانيا في أوروبا. بين ليلة وضحاها بات الرجل نجماً في حد ذاته يختلف عن نجوم مفاوضات سبقته مثل هنري كيسنجر وجيمس بيكر. ولكنه جاء من بيئة أخرى غير النخبة السياسية، وإنما نخبة رجال الأعمال خاصة «العقارية»، مثله تماماً مثل ملهمة الرئيس.

في مقابلة تليفزيونية مع «تاكر كارلسون» ذكر وهو محمل بكثير من العواطف المتدفقة أن منبع أفكاره التفاوضية هو ترامب، وأنه دائما ما يتمنى أن يكون تماماً مثل رئيسه. اللحظة كانت كاشفة لمدى التغيير الجاري في الولايات المتحدة. فمن يقود العملية التفاوضية ليس وزارة الخارجية، ولا مجلس الأمن القومي، ولا المخابرات المركزية الأميركية، وإنما هو شخصية جاءت من عالم الصفقات العقارية إلى عالم تقرير مصير الأمم.

الرجل أيضاً كاشف لطريقة الإدارة الجديدة في التعامل مع القضايا الأميركية الداخلية والخارجية، حيث التهافت الشديد في التحضير والتعرف على جوهر الموضوعات وليس زيفها. في الداخل حيث النفوذ القوي لإيلون ماسك فإنه خلال شهرين فقط أصبح هناك 132 قضية مرفوعة أمام المحاكم الأميركية وبعضها لها صفات دستورية نقية.

وفي الخارج حيث «ويتكوف» فإن حرب غزة استؤنفت أكثر دموية ووحشية؛ وفي أوكرانيا فإنه رغم الدفع للانسحاب الأوكراني من إقليم «كورسك» والدفع نحو وقف إطلاق النار فإن روسيا لم تقبل إلا تجنب قصف محطات الطاقة. ما يهمنا في المنطقة أن الرجل لا يعرف الكثير لا عن الإقليم ولا دوله، والواضح أنه لا يوجد لديه طاقم متخصص يقدم له المعرفة بالقضية؛ وعندما تحدث عن مصر كان جهله صريحاً!