منفذو الطعن.. أفراد وراءهم استراتيجية

22
حجم الخط

الياف غلمان، طوفيا يناي، عملية اخرى، قتيل آخر. المخرب قتل أو تم القاء القبض عليه، وهذا لن يعزي العائلة الثكلى. كيف بالضبط يمكن وقف «الذئاب الافراد»؟ طالما أننا نعمل في مواجهة منظمة ارهاب ممأسسة فهناك سيطرة استخبارية وامكانيات للعمل والرد. لكن عندما نقف أمام «ارهاب» شعبي عفوي فان الاجهزة الامنية لا يمكنها أن تتوقع متى وأين ستحدث العملية القادمة أو وضع تصور عن منفذ العملية. هذا هو الموقف السائد في الجانب الاسرائيلي، ولكن هل يفكرون هكذا في الجانب الفلسطيني ايضا؟. في افتتاحية موقع المركز الفلسطيني للاعلام التابع لحماس، نشر في الاسبوع الماضي تحقيق للباحث الاجتماعي الفلسطيني خالد عودة الله، وهو مختص بالاجهزة الامنية الاسرائيلية والحرب في الحقبة الحديثة ومحاضر سابق في جامعة بير زيت. إنه يحلل في البحث مميزات الانتفاضة الحالية تحت عنوان «عمليات افراد تحول قوات امن الاحتلال الى فاقدين للقدرة». حسب اقواله، هذه انتفاضة لشباب لا يؤمنون بقيادة السلطة الفلسطينية وقدرتها على التوصل الى انجاز معين، بل ويعتقدون أنها متعاونة مع العدو. ومن جهة اخرى، الشباب القلقين من «تغيير الاوامر والاجراءات» لقوات الاحتلال حول مكانة المسجد الاقصى. إن ما يميز الانتفاضة كما يقول الباحث هو كونها انتفاضة افراد غير منظمين، لكنه يقول: «هؤلاء الشهداء خرجوا من المحيط المقرب للمنظمات السياسية وخاصة اللجان الطلابية المدعومة من التنظيمات السياسية». بكلمات اخرى، هناك «منظمات سياسية» والتي نسميها نحن منظمات «ارهابية» والتي تشجع الشباب في القرى والمساجد والجامعات على تنفيذ عمليات تبدو وكأنها فردية وعفوية، لكنها فعليا مخطط لها جيدا. بحث الدكتور شاؤول برتيل وهو مختص بالشؤون الفلسطينية من جامعة بار ايلان، يؤكد هذه الاقوال. وحسب قوله فان عمليات الافراد هي طريقة صراع مخطط لها من قبل منظمات «الارهاب» التي تدرك ضعف الاجهزة الامنية الاسرائيلية في افشال ذلك. في هذا البحث أجري فحص دقيق «للمخربين» المتورطين أظهر معطيات مفاجئة حيث أن الاغلبية المطلقة منهم، 87 في المئة، ينفذون اعمال «الارهاب» كجزء من نشاطهم التنظيمي.          

وكتأكيد اضافي سأنهي بخلاصة الباحث عودة الله حول فاعلية الطريقة: «المجتمع الصهيوني غير قادر على معرفة كيفية مواجهة اولئك الافراد، قوات الامن الاسرائيلية مهيأة لمواجهة المنظمات من خلال اعمال بربرية لافشال العمليات والقصف من الجو. ويسمي الصهاينة العمليات الفردية عمليات الذئب الوحيد. جميع الاجهزة الامنية الاسرائيلية لا تعرف ماذا تفعل ولا يوجد طرف خيط يؤدي الى منفذ العملية التالي»