الدعاية الإسرائيلية: هذيان وأكاذيب

11
حجم الخط

شاب له صوت اميركي – شعر بلون فاتح، زيارة اسبوعية في الكنيس – يعود من ركض الصباح ويقرر الانضمام الى مقاطعة اسرائيل. لقد سمع عن «بي.دي.اس» والقمع والاحتلال وهو يجمع كل ما هو موجود في بيته مما تم انتاجه في اسرائيل أو شركات تتعامل معها – كل البيت تقريبا – ويبدأ باطلاق النار على المنتجات. فجأة يأتي شاب آخر ويقترح عليه اقتراح النار على التوراة. فهي ايضا من انتاج اسرائيل. مطلق النار يرتدع. لقد فهم الرسالة التي توجد في نهاية الفيلم: «لا تقاطعوا الله. اشتروا البضاعة الاسرائيلية». هذا الفيلم تم بثه من قبل «هيوفال.كوم» وهي جمعية أسسها زوجان من تنيسي. هو عمل في فيدرال اكسبرس وهي مختصة في تأهيل العائلات والتأهيل مع اسرائيل، هذا ما كتب في الموقع. هدفهما هو احضار متطوعين من أميركا ومساعدة الاسرائيليين الذين هم المستوطنون. على موقع الجمعية يمكن التبرع بالاموال وايضا الصلاة من اجل المستوطنين. في فيلم آخر في الموقع يظهر جنود اميركيون متقاعدون وهم يتطوعون في كرم لمستوطنة «هار براخا» ويصرخون: «هورا، هورا». جمعيات اليمين كثيرة. لكن الشاب الذي اقنع صديقه بعدم مقاطعة اسرائيل قال له شيئا آخر: «معظم الفلسطينيين غير مقموعين. ومن يُقمع منهم يكون ذلك على يد حكومته. اسرائيل تقدم لهم فرص العمل، الكهرباء بالمجان وخدمات صحية والاطنان من المساعدات الانسانية. كنت هناك وشاهدت». اطنان من المساعدة أم لا – هذه الاقوال المضحكة لا توجد فقط في «هيوفال. كوم»، فلهذه البضائع الآن يوجد مسوقون أكثر جدية – حكومة اسرائيل، من المشكوك فيه أن هناك من هم جديون من الاميركيين الذين يشترون ذلك. ما قاله الدعائي في الفيلم يقوله ايضا رئيس حكومة اسرائيل لنظيره البريطاني ديفيد كاميرون الذي أفلتت منه كلمة انتقاد نادرة حول الاحتلال في القدس حيث قال له نتنياهو: «فقط سيادة اسرائيلية في القدس تضمن للسكان العرب في المدينة شوارع، عيادات، اماكن عمل... وهذه الامور لا يحظى بها أحد في أنحاء الشرق الاوسط». هذه اهانة لثقافة كاميرون. يمكن الاشتباه بالطبع أن دعائيي اسرائيل يرشدون «هيوفال. كوم» وأمثالها. ويمكن أن أدمغة كبيرة يفكرون بشكل مشابه. ولكن لا يمكن تجاهل التغيير المحرج الذي بدأ في الدعاية الاسرائيلية. حينما لم يعد أحد في العالم يتحدث بجدية عن عملية السلام ولا أحد يخطر بباله أن الحكومة تريد التقدم وحل الدولتين بقي كنصب تذكاري، يجب على الدعاية اعادة اكتشاف نفسها من جديد. لا يمكن القول «لا يوجد شريك» لأنه من الواضح أنهم لا يريدون. لا يمكن القول «دولتان» لأنه من الواضح أنهم لا ينوون. يجب قول شيء – لذلك هم يذهبون الآن الى الدعاية الكاذبة مثل تلك التي لا يستطيع حتى جورج اورويل تخيلها في العام 1984، فهو لم يذهب بعيدا الى هذا الحد. الدعاية الاسرائيلية الجديدة تشمل ثلاثة مبادئ، اثنان منها على الاقل اكاذيب كاملة: لا يوجد احتلال والفلسطينيون يعيشون برفاهية. نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبلي هي التي تصيغ النهج الجديد في اعقاب نتنياهو. «الاحتلال ليس احتلالا»، قالت بجدية ليوسي فيرتر («هآرتس»، 26/2). وأضافت شيئا حول الأحقية في التوراة. هذه بالطبع أنباء جيدة: حسب المتحدثين في اسرائيل فان وضع الفلسطينيين ممتاز. فهم ليسوا مقموعين وليسوا محتلين – نبأ سار. وهناك ايضا أنباء جديدة: العالم غبي والاسرائيليون ايضا، لذلك يمكن بيعهم كل شيء وبثمن بخس. والأنباء الافضل – اسرائيل الرسمية تخرج من المخزن سلاح يوم القيامة الصدئ: يوجد الله لذلك لا يوجد احتلال. في بداية عهد الاحتلال تجول هنا عدد من الغرباء الذين حاولوا بيع هذه البضاعة. وهي لم تقنع الكثيرين. إن اخراج هذا السلاح من جديد يؤكد أن الادعاءات الاسرائيلية قد انتهت وبقينا فقط مع الهذيان والاكاذيب.