من يربي وزير التربية الإسرائيلي؟

11
حجم الخط

ينبغي ان تضاف لسلسلة الهجمات على جهاز التعليم الرسمي، والتي يخوضها في الاشهر الاخيرة الوزير نفتالي بينيت،  الان تنحية البروفيسور عامي فلنسكي من منصب العالم الرئيس في وزارة التربية والتعليم. بعد اشهر طويلة من التجاهل، عرقلة المبادرات المختلفة والمطالبة بان يوافق على تغيير شروط العقد الموقع معه، اختار فلنسكي عدم التعاون مع هذا السلوك. في تشرين الثاني 2015 أبلغت المديرة العامة لوزارة التربية والتعليم ميخال كوهن البروفيسورة فلنسكي بان الوزير بينيت «يسعى الى تعيين عالم رئيس من جهته». فلنسكي هو نشيط في مجال التعليم منذ نحو 45 سنة ويعتبر واحدا من كبار الباحثين في اسرائيل. «انا احاول أن افهم ما هو بالضبط معنى «عالم رئيس من جهة وزير التعليم»، روى في مقابلة مع «هآرتس». «من جهة من ومن أجل من عملت كل هذه السنين؟ اعتقدت دوما اني اخدم المدراء، المعلمين والتلاميذ». احدى المبادرات التي حاول البروفيسور فلنسكي العمل عليها كانت تطوير مقياس يفحص مستوى العنصرية للتلاميذ بالنسبة للجماعات المختلفة في المجتمع الاسرائيلي. وتتراوح المعالجة من وزارة التعليم لهذه المشكلة بين صرف النظر وادارة العيون وبين تشجيع شطب «الاخر» من المناهج التعليمية في مواضيع البحث المختلفة. المقياس، الذي يستهدف السماح للمعلم بان يقيس عمق العنصرية السائدة بين تلاميذ صفه والبحث عن السبيل المناسب لمعالجتها، كان يمكنه ان يشكل بداية مواجهة وتصدي لظاهرة العنصرية. ولم تحظى طلبات فلنسكي من بينيت العمل على البرنامج، التي شارك فيه ايضا مسؤولون كبار في سلاح التعليم في الجيش الاسرائيلي، برد فعل منه. يخيل أن وزير التعليم يؤمن بانه لا توجد أي حاجة للتصدي للعنصرية، التي اصبحت عنصرا مركزيا في تعريف هوية العديد من الاسرائيليين. كما أن محاولات العالم الرئيس عقد لقاءات عمل مع وزير التعليم في مواضيع اخرى ردت بالتجاهل. ان المنصب الذي يتولاه العالم الرئيس لوزارة التعليم ليس وظيفة ثقة. ولا يحق للوزير بينيت أن يقرر من هو المؤهل للمنصب ومن هو المرفوض. فالخدمة العامة أهم من تطلعات بينيت الشخصية والسياسية. «هناك خطر يتمثل باستعداد العلم للحكم. مثل هذه الامور لم تكن الا في العصور الوسطى او في الدول الشمولية»، يقول فلنسكي. وتنضم خطوات بينيت في موضوع البروفيسور فلنسكي الى خطوات اخرى مثل تنحية البروفيسورة حجيت ميسر – يرون من منصبها كنائبة رئيس مجلس التعليم العالي، تجاهل الانتقاد على كتاب التعليم الذي اعيدت صياغته في مجال التربية الوطنية، وغيره. ان موقف وزير التعليم ممن حاول اصدار صوت جلي ومهني يثير القلق. وهو يشهد، مرة اخرى، على أن بينيت يجد صعوبة في أن يفهم بان الوزارة التي اودعت في يده ليست ملكه الخاص.

عن «هآرتس»