يعمل جيش الاحتلال على تحويل المنطقة الواقعة بين محور فيلادلفيا و"ممر موراغ" في جنوب قطاع غزة وتشمل مدينة رفح والأحياء المحاذية لها، وتشكل خُمس مساحة القطاع، إلى "منطقة عازلة" تعتزم سلطات الاحتلال ضمها، بعد أن طرد السكان من هذه المنطقة الذي كان يبلغ عددهم حوالي 200 ألف قبل الحرب على غزة. وبعد استئناف الاحتلال العدوان، الشهر الماضي، طالب الجيش السكان الباقين بالرحيل عن هذه المنطقة باتجاه منطقتي خانيونس والمواصي.
وامتنع جيش الاحتلال منذ بداية الحرب عن إدخال مدن بكاملها إلى "منطقة عازلة" التي كانت تشمل مناطق على طول حدود القطاع، بينما القرار بتحويل منطقة رفح إلى "منطقة عازلة" جاء في أعقاب قرار المستوى السياسي الإسرائيلي باستئناف الحرب، في 18 آذار/مارس الماضي، وعلى خلفية تصريح بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل "ستأخذ مناطق كبيرة في القطاع"، حسبما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أمنية إسرائيلية اليوم، الأربعاء.
وتبلغ مساحة هذه المنطقة حوالي 75 كيلومترا مربعا وتشكل خُمس مساحة القطاع، وعزلها سيحول القطاع إلى جيب داخل إسرائيل، ويبعده كليا عن الحدود المصرية.
وحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن هدف هذه الخطة هو ممارسة ضغط جديد على حماس، إذ يعتقد جيش الاحتلال أن قيادة حماس ربما تتواجد في منطقة رفح، وأنه تزايد الإدراك في الجيش أن "إسرائيل لن تحصل على دعم دولي ولا حتى من الولايات المتحدة" لحرب مستمرة على غزة، وأن تهديدات وزراء إسرائيليين حول منع مساعدات إنسانية عن القطاع ستترجم إلى سياسة فعلية.
ويوسع جيش الاحتلال حاليا "محور موراغ" من خلال تدمير المباني على طول هذا المحور، وسيكون عرضه مئات الأمتار وحتى أكثر من كيلومتر في مواقع معينة.
وحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإنه لم يتقرر بعد ما إذا سيتم السيطرة على هذه المنطقة كلها "كمنطقة عازلة" بحظر دخول مدنيين إليها مثلما هو الحال في مناطق عازلة أخرى في القطاع، أم سيتم تسوية جميع المباني فيها بالأرض ومحو مدينة رفح من الوجود.