كشف النائب في الكونغرس الأمريكي مارلين شتوتسمان، عن رغبة الرئيس السوري أحمد الشرع في تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، مشيرا إلى أن ذلك مرهون بشروط أبرزها ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
جاء ذلك خلال حديث مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، عقب زيارته إلى سوريا، قائلًا: "الشرع مستعد للانخراط في اتفاقيات إبراهام، وهو ما سيجعله في وضع جيد مع إسرائيل والدول الأخرى في الشرق الأوسط، وبالطبع مع الولايات المتحدة".
وأوضح شتوتسمان شروط الشرع لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، حيث كان أبرزها أن تبقى سوريا دولة موحدة وذات سيادة، متابعًا بالقول: "مخاوف الشرع تتعلق بتقسيم سوريا إلى مناطق، وهو لا يريد أن يرى ذلك يحدث، كما أشار إلى أن التعدي الإسرائيلي بالقرب من هضبة الجولان يجب معالجته، ويجب ألا تكون هناك مزيد من الغارات الإسرائيلية في سوريا".
ووصف شتوتسمان لقاءه مع الرئيس الشرع قائلا: "كان متحمسا للحديث عن التجارة، والسياحة، وتطوير طرق التجارة من الجنوب إلى الشمال وصولاً إلى أوروبا، مما قد يقلل من أوقات النقل بشكل كبير".
وأضاف: "أجرينا محادثة جيدة جدا، هو شاب في أوائل الأربعينيات، كان هادئا ومتفكرا، كان من الواضح أنه يعمل بجد مع كل ما يحدث منذ توليه السيطرة على سوريا".
فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على سوريا، أوضح شتوتسمان: "الشرع لا يطلب المال من الولايات المتحدة، بل يطلب رفع العقوبات، وأعتقد أنه شيء يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار".
وأكد النائب الأمريكي، على أن الإدارة الأمريكية لديها شروط لرفع العقوبات، بما في ذلك تحسين العلاقات مع "إسرائيل"، موضحًا أن: "الخطوات التي يجب اتخاذها تشمل ضمان احترام حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والحريات الدينية، ومعاملة جميع السوريين بكرامة، لا يجب أن يُعامل أحد كمجرد أقلية أو أقل من إنسان".
وتابع قائلا: "وبالطبع، الحفاظ على علاقة محترمة وآمنة مع إسرائيل، وأن لا تصبح سوريا أرض تدريب للإرهاب، ولا تصبح وكيلا لإيران أو الصين، أو روسيا، وأن تعمل كدولة ضمن المنطقة".
وظل كبار المسؤولين الإسرائيليين متشككين من نبرة الرئيس السوري الجديدة، فقد قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، قبل أسابيع قليلة إن الشرع وحكومته "كانوا جهاديين وما زالوا جهاديين، حتى وإن كانوا يرتدون بدلات الآن".
وفي هذا السياق، أرسل شتوتسمان رسالة إلى نظرائه في إسرائيل قائلا: "من الواضح أن هذا النظام أفضل من نظام الأسد. تحدثوا معه، ماذا لديكم لتخسروه؟ هل يمكن أن يخدعنا؟ نعم، وعليه أن يتحمل العار إذا فعل. لكن هذا لا يعني أنه يجب علينا ألا نتحدث معه. إذا نفذ الخطوات التي نعتبرها مهمة، فيمكننا التحدث عن المرحلة التالية. عدم التفاعل معه قد يدفعه للعودة نحو روسيا وإيران".
وختم شتوتسمان بالقول، إنه يعتقد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من سيقرر ما يحدث مع سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا وتحديد شروط عودة سوريا إلى المجتمع الدولي.