استغل المدعو " أ" تسهيلات عيد الأضحى وأقدم على التسلل عبر السياج الأمني ،مما أدى لاعتقاله وتوجيه تهمة التسلل له في محكمة الصلح ببئر السبع، بعد تنكر الشاباك لعمله معهم.
وبحسب مجلة “بازم” العسكرية الإسرائيلية، فإن هذا العميل قد فرّ من غزة العام الماضي بعد أن عمل مع الشاباك منذ عام 2008، وقام بجمع المعلومات عن قيادة “حماس” في القطاع والنشاطات العسكرية هناك قبل أن يتم اكتشافه وسجنه.
وأضافت أن العميل أبلغ الجنود ساعة اعتقاله لدى السياج أنه يعمل لدى الشاباك وأنه فر من القطاع خوفاً من حماس، إلا أن الشاباك رفض الإقرار بعمله معهم قبل أن يقوم بكشف تفاصيل مشواره الخياني وتقتنع المحكمة بصدق روايته وتقر بأنه كان متعاوناً مع الشاباك وتسقط عنه تهمة التسلل.
وفي التفاصيل ذكرت الصحيفة أن العميل “أ” كان يتواصل مع مشغليه في الشاباك عبر جهازي اتصال خلويين حيث كان يزود مشغله بمعلومات عن النشطاء في القطاع بالإضافة لمعلومات عن الأنفاق والعمليات المستقبلية في حين استمر عمله مع الشاباك مدة سنة ونصف قبل أن يتم اكتشافه عن طريق الصدفة على حد قوله.
وقال في شهادته أمام المحكمة في محاولة لإقناعها بحقيقة عمله مع الشاباك ” أحضروني (لإسرائيل) وأرشدوني على طرق استخدام وسائل الاتصال وقاموا بفحصي على جهاز فحص الكذب وكانت النتيجة بأنني صادق، أعطوني جهازي هاتف نقال الأول أخذته وأنا في إسرائيل والآخر وضعوه لي في منطقة ميتة بالقطاع”.
وأضاف “قمت بإعطاء الشاباك معلومات ذهبية عن حماس وعن الأنفاق وقد اكتشفوا تعاوني مع الشاباك عن طريق الصدفة بعد أن نسيت أحد هواتفي التي تلقيتها من الشاباك لعدة دقائق ووجده أحد رجالات حماس واكتشف أرقام الشاباك عن طريقه”.
وتحدث العميل عن تفاصيل اكتشافه قائلاً: “تركت هاتفي وذهبت لإعداد الشاي لدى نشطاء حماس وعندما عدت رأيت بأنهم أخذوا من الهاتف أرقاماً مسجلة فيه وأخذوني للاعتقال، واستمر التحقيق معي لفترة طويلة قبل أن يعرضوني على المحكمة بعد 6 أشهر، وعندها حكم علي 4 سنوات بتهمة التعاون مع عميل أجنبي، وبعد الإفراج عني وجدت أن عائلتي قد هجرت مسكنها في حين تم تحذيري من أن عائلات قتلى تمت تصفيتهم على يد الجيش تنوي الانتقام مني”.
وفي أعقاب إدلائه بشهادته أمام المحكمة قرر القاضي “يوفال ليفدرو” تبرئته من مخالفة التسلل بعد أن اقتنع بصدق روايته وأنه عمل مع الشاباك. وذكر القاضي في قراره أن العميل فر من القطاع في أعقاب الخطر الكامن على حياته وأنه لم يكن لديه خيار سوى الهروب.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن العميل “أ” سيقدم التماساً خلال هذه الأيام لمحكمة العدل العليا وذلك بهدف الحصول على تصريح مكوث دائم في دولة الاحتلال وعدم إعادته للقطاع لأن الموت ينتظره هناك. كما قال.