أقرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في افتتاحيتها، بأن عملية "عربات جدعون" (عملية عسكرية تهدف إلى توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة) غايتها الفشل سلفاً، مؤكدةً أنها لن تحقق أهدافها، وأنها تفتقر إلى أي شرعية.
ودعت الصحيفة إلى وقف هذه العملية حتى قبل أن تنطلق.
وكشف مراسل الشؤون العسكرية في الصحيفة يانيف كوبوفيتس أن إعادة الأسرى في أسفل قائمة الأهداف في أمر العملية الذي قُدّم إلى قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع. وبهذا، يؤكد جيش الاحتلال ما اشتُبه فيه منذ مدة طويلة: إعادة الأسرى ليست الهدف الحقيقي للحرب.
وأكد أن كشف قائمة الأهداف مثلما قُدّمت إلى قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يثير القلق حيال الوعود التي أطلقها في الأيام الأخيرة رئيس الأركان إيال زمير والمتحدث باسم جيش الاحتلال إفي دفرين، كما لو أن إعادة الأسرى هي الهدف الأعلى.
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال، ومن خلفها الجيش الإسرائيلي أيضاً، يدفعون هدف إعادة الأسرى إلى أن يكون أسفل القائمة.
وقال: "عندما تكون إعادة الأسرى في أسفل القائمة، تفقد هذه الحرب أيضاً الشرعية التي ربما كانت لها".
واستنكر قرار الجيش الإسرائيلي أيضاً استخدام مصطلح جديد، وهو "رهائن"، بدلاً من مصطلح "المخطوفين" المعتمد لغاية الآن، مشيراً إلى أن مصيرهم، سواء كانوا "رهائن" أم "مخطوفين"، يتوسل تدخلاً إسرائيلياً عاجلاً وفورياً.
وأقر بأن إطلاق سراحهم لن يتم إلا بصفقة مع حماس، وأن عملية "عربات جدعون" لن تقود إلى تحريرهم، وستعرّض على الفور حياة الأسرى المتبقين، 21 أو 24، للخطر.
"الحرب من دون جدوى"
وأكد أن الحمام الدموي في غزة يزداد، حتى قبل شن العملية، معترفاً بأن "الجيش" الإسرائيلي قتل منذ أيام 107 أشخاص، من بينهم 32 من النازحين الذين وجدوا مأوى مؤقتاً في مدرسة في البريج، 9 منهم أطفال.
وأضاف: "بينما يُصدر الجيش الإسرائيلي إنذار إخلاء لمسجد قريب، قصفت طائراته الدقيقة المدرسة التي تحولت إلى ملجأ".
وانتقد الحرب التي تشنها "إسرائيل"، مشدداً على أنها من دون جدوى، ومن دون حدود أخلاقية أو قانونية.
ودعا الحكومة الاسرائيلية والجيش إلى وقف إطلاق النار فوراً، وتحرير الأسرى بصفقة.