تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بالعاصمة القطرية الدوحة، في إطار مقترح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، يتم خلاله الإفراج عن عدد من المحتجزين في غزة، مع "ضمانات أمريكية أكثر جدية بإنهاء الحرب على القطاع"، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مصدر مطلع على المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس، إنه تجري حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة محادثات لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار.
وبحسب المصدر، فإن المفاوضات تعتمد على "خطة ويتكوف المُعدلة" وتتضمن وقف إطلاق النار لمدة شهرين، وإطلاق سراح 10 محتجزين أحياء ونصف جثث المحتجزين لدى حماس عند بداية الاتفاق، قبل الدخول في مفاوضات بشأن شروط إنهاء الحرب.
ونقلت "هآرتس" عن مصدر ثانٍ، إن التركيز الرئيسي في النقاش ينصب على الضمانات الأمريكية، التي تطالب بها حماس لضمان عدم استئناف إسرائيل للقتال عند انتهاء وقف إطلاق النار.
وأوردت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، أن المقترح الذي تجري مناقشته حاليًا يتضمن الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين من قطاع غزة بدفعة واحدة وبشكل فوري.
وبحسب المقترح، فإن حماس ستقدم في اليوم العاشر من الاتفاق قائمة مفصلة حول أوضاع الأسرى الأحياء والأموات.
وحال جرى التوصل إلى اتفاق على المقترح المذكور، فإن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، سيمتد من شهر ونصف الشهر حتى شهرين، إضافة إلى الإفراج عن 200 - 250 أسيرًا فلسطينيًا، وهو البند الذي ما زال محل خلاف في المفاوضات، وفقا لما أفادت "كان 11".
وذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة على المفاوضات، أنه "لا يوجد اختراق بالمفاوضات حتى الآن، لكن هناك زخمًا إيجابيًا مع استمرار المفاوضات في قطر".
ولفتت القناة 12 الإسرائيلية، إلى وجود مؤشرات إيجابية في المفاوضات، وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إبقاء الفريق المفاوض بالدوحة للاستمرار في المفاوضات.
وأوردت القناة العبرية، مساء أمس السبت، أن مشاورات أمنية عقدت بين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، بشأن المفاوضات الجارية وإمكانية العودة إلى القتال في غزة.
ونقل الإعلام إسرائيلي عن أعضاء بالمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، إن هناك محاولات حقيقية لإحراز تقدم في مفاوضات غزة. وقال الأعضاء إن المجلس سيجتمع اليوم لإجراء حوار حاسم بشأن مفاوضات صفقة التبادل، وأضافوا أن إسرائيل ملتزمة بمنحى ويتكوف ومستعدة لبحث تغييرات غير أساسية.
وقال قيادي في حركة حماس، إن المباحثات الحالية تجري في ظل "عرض جديد" طرحه الوسطاء، يقوم على وقف جزئي لإطلاق النار يمتد لأكثر من شهرين، يجري خلاله التفاوض على اتفاق شامل لإنهاء الحرب بشروط متبادلة.
وأشار القيادي إلى أن المفاوضات الجارية اليوم، "قائمة على مقترح ويتكوف، وهو الاسم الذي يطلق على المبادرة الأصلية التي طرحتها إسرائيل في وقت سابق، لكن أدخلت تعديلات أساسية عليه استجابة لملاحظات حركة حماس والوسطاء، خصوصًا فيما يتعلق بمراحل تنفيذ الاتفاق وضماناته وترتيب ملفات الأسرى والانسحاب والهدنة".
وأوضح القيادي في حماس، أن "الضمانات المقدمة هذه المرة أكثر جدية من الجولات السابقة، وتشمل ضمانات أمريكية واضحة، إضافة إلى التزام من الوسطاء بالإشراف على التنفيذ في مراحله الأولى. الحركة تنظر بجدية إلى الطرح الحالي، لكنها لا تزال في مرحلة دراسة تفاصيله، كل خطوة ستبنى على التزام الطرف الآخر، وعلى تحقيق المطالب الإنسانية والسياسية المشروعة لشعبنا".
وذكرت وسائل إعلام عربية، أمس، أن حركة حماس وافقت على إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء، إضافة إلى بعض المحتجزين القتلى، في إطار وقف إطلاق النار لمدة شهرين.
وقال التقرير أيضًا إن حماس طالبت إسرائيل بضمان خروج آمن لعدد من قادة حماس وعائلاتهم من غزة، إلى جانب ضمانات أمريكية بأن إسرائيل لن تلحق بهم أذى بعد خروجهم.
وذكرت أيضًا أن حماس طالبت بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون شروط من إسرائيل، فضلًا عن ضمانات أمريكية لبدء المفاوضات لإنهاء الحرب خلال وقف إطلاق النار المؤقت.
وحتى وقت قريب، أصرت إسرائيل رسميًا على أن تعتمد المفاوضات على "خطة ويتكوف"، التي تتضمن إطلاق سراح ما يقرب من نصف المحتجزين كشرط مسبق للمفاوضات.
وقالت مصادر في حركة حماس، إن إصرار إسرائيل على استعادة المحتجزين دون الالتزام بوقف إطلاق النار لن يؤدي إلى شيء.
وتتواصل الجهود في الدوحة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، في الوقت الذي أعلن الاحتلال بتوسيع العدوان على القطاع في العملية العسكرية المعروفة باسم "عربات جدعون"، بحجة القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.
ونقل إعلام إسرائيلي عن مسؤولين أمنيين، إن "الجيش الإسرائيلي يخوض حربًا يُدرك أنه غير قادر على تحقيق بعض أهدافها".
وقال المسؤولون الأمنيون، إن "الجيش لا يستطيع البقاء في غزة لأنه سيتعرض لهجمات تؤدي إلى ارتفاع عدد قتلاه.
وأضافوا أن السيطرة على غزة عسكريًا ستكلف جيش الاحتلال الإسرائيلي ثمنًا باهظًا، وبعض القادة يشككون في جدوى هزيمة حماس.