غذاء تحت القصف.. نتنياهو يناور بـ"فتات المساعدات" لإرضاء واشنطن

03079510-355b-11f0-b3d9-1d2abfa683e0-file-1747732545759-90190450.webp
حجم الخط

وكالة خبر

لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يناور لاستهلاك الوقت، إذ وافق على إدخال الحد الأدنى من المساعدات إلى غزة، في الوقت الذي يهدد فيه بالسيطرة الكاملة على القطاع، الذي يتعرض حاليًا لهجوم عسكري موسع شمالًا وجنوبًا، وذلك للحفاظ على الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال من جهة، وإرضاء حلفائه من اليمين المتطرف في حكومته، وفق ما أفاد الإعلام الأمريكي.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن نتنياهو قوله إن إسرائيل تخطط "للسيطرة على قطاع غزة بالكامل" مع استئناف تسليم المساعدات "الحد الأدنى" إلى القطاع، ووصف المجاعة الجماعية المحتملة في غزة بأنها "خط أحمر" قد يكلف إسرائيل دعمها من الولايات المتحدة.

وفي مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال نتنياهو إنه في حين تنشر إسرائيل "قوة هائلة للسيطرة على قطاع غزة بالكامل.. فإننا لا نستطيع الوصول إلى نقطة المجاعة، لأسباب عملية ودبلوماسية".

وأضاف نتنياهو إن "أقرب أصدقاء إسرائيل في العالم"، بما في ذلك السياسيون الأمريكيون الذين لم يذكر أسماءهم، "مؤيدون ثابتون لإسرائيل لعقود من الزمن"، أخبروه أنهم سيسلحون إسرائيل ويدافعون عنها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنهم "لا يستطيعون التعامل مع صور المجاعة الجماعية".

وحسب الصحيفة، كان هذا الخطاب أول مرة تُقر فيها إسرائيل بأن الجوع في غزة يقترب من حافة الأزمة، رغم التحذيرات المتكررة من خبراء الجوع حول العالم بأن القطاع على شفا المجاعة.

وقد أوقفت إسرائيل إدخال المساعدات والأدوية والوقود والغذاء إلى غزة في الثاني من مارس، في أطول حصار تفرضه على الإمدادات الإنسانية إلى غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.

ويواجه نتنياهو ضغوطًا من حلفائه في الحكومة اليمينية المتطرفة، الذين يرغب عدد منهم في إعادة احتلال غزة والاستيطان فيها، لكنه عليه أن يوازن بين هذه الضغوط والمخاوف داخل جيش الاحتلال بشأن قدرة إسرائيل على استمرار احتلال القطاع على المدى الطويل، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن دانييل شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل: "بينما يسعى وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل إلى السيطرة الدائمة على غزة، فإن القيادة العسكرية لديها شكوك حول استدامة الاحتلال الدائم، نظرًا للمخاوف بشأن استعداد جنود الاحتياط العسكريين لتشغيلها على المدى الطويل، والقلق بشأن مصير المحتجزين".

وقال شابيرو، الذي يعمل الآن زميلًا في المجلس الأطلسي، وهي مجموعة بحثية مقرها واشنطن: "نتنياهو، كما هو الحال دائمًا، يفضل شراء الوقت، وليس اتخاذ القرار".

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن قرار نتنياهو باستئناف تسليم بعض المساعدات إلى غزة، وسط مخاوف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المجاعة في غزة، يعكس أيضًا جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي الرامية إلى إرضاء المصالح المتنافسة.

وأوضحت الصحيفة أن قرار نتنياهو بإدخال بعض المساعدات إلى غزة أثار انتقادات فورية من بعض أوساط قاعدته اليمينية المتطرفة. وحاول نتنياهو التخفيف من حدة هذه الانتقادات موضحًا أن القرار سيحافظ على الدعم الدولي لإسرائيل، ويمنحها مزيدًا من الوقت لحملتها العسكرية ضد حماس.

ونقلت الصحيفة عن شيرا إيفرون، مديرة الأبحاث في منتدى السياسة الإسرائيلية، وهي مجموعة بحثية مقرها نيويورك، أن مسألة السماح بإدخال بعض المساعدات إلى غزة سلطت الضوء على مهارات نتنياهو في المراوغة، وأضافت: "يحاول نتنياهو القيام ببعض الأمور، بإعلانه عن عملية برية أوسع، يظهر لقاعدته الشعبية أنه يفعل شيئًا ما. وبإعلانه استئناف المساعدات، يستجيب لضغوط إدارة ترامب، ويكسب المزيد من الوقت لمفاوضات المحتجزين".