ذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ 121 على التوالي، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه.
وصباح يوم الأربعاء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحي الشرقي في مدينة جنين بعد محاصرة قوات خاصة لمقهى ومنزل غسان السعدي مالك المقهى في الحي الشرقي.
ونشر الاحتلال آلياته عند مداخل الحي وبالقرب من محطة للمحروقات ومنعت حركة مرور المواطنين ومركباتهم، واعتقلت كلا من غسان السعدي واياد العزمي من داخل المقهى بعد مداهمته وتفتيشه.
فيما أصيب فجر اليوم شاب برصاص الاحتلال الاسرائيلي في البطن خلال اقتحام قوات الاحتلال لبلدة قباطية جنوب جنين، حيث جرف الاحتلال البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء في البلدة ونشر جنوده على أسطح المنازل وداهم عدداً من البنايات وحولها لثكنة عسكرية وشن حملة اعتقالات في البلدة، كما دمرت جرافات الاحتلال مركبات المواطنين على الشارع الرئيس الذي يربط قباطية بمدينة جنين.
ويوم أمس الثلاثاء اقتحمت قوات الاحتلال بلدة ميثلون جنوب شرق جنين، وأقامت حاجزاً في الشارع الرئيس عند مدخل البلدة واعاق حركة مركبات المواطنين وفتشتها.
كما اجبر الاحتلال الإسرائيلي أمس عائلة على اخلاء منزلها في محيط مخيم جنين.
وتشير التقديرات إلى أن الاحتلال شق قرابة 15 شارعا داخل مخيم جنين البالغ مساحته أقل من نصف كيلو متر مربع فقط، وبحسب بلدية جنين فإن البنية التحتية في المخيم مدمرة بشكل كامل إضافة لتدمير 60٪ من البنية التحتية في المدينة، وأن 120 كيلو مترا من الشوارع مدمرة و42كيلو مترا من الخطوط الناقلة للمياه و99 كيلو مترا من خطو الصرف الصحي.
وتستمر قوات الاحتلال في إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف جداً داخل مخيم جنين، علماً أنه فارغ من سكانه بشكل كامل، فيما تواجدت قوات الاحتلال أمس الاثنين عند مدخل المخيم المعروف بدوار الحصان.
وتظهر المشاهد القليلة التي تخرج من مخيم جنين دماراً غير مسبوق في المنازل ممتلكات المواطنين والبنية التحتية، ويكثف الاحتلال من ارسال تعزيزاته العسكرية الى مخيم جنين ومحيطة، كما ينشر فرق المشاة بالقرب منه.
واقتحم الاحتلال الاسرائيلي أمس قرية أم التوت وخربة تلفيت إلى الشرق من جنين ونشر فرق المشاة وداهم عدد من المنازل فيهما.
وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم، حيث تُسجّل تحركات عسكرية يومية في غالبية قرى المحافظة، إلى جانب تواجد دائم لدوريات وآليات الاحتلال.
كما تواصل قوات الاحتلال إغلاقها الكامل لمخيم جنين ومنع الوصول إليه، وسط استمرار عمليات التجريف والتدمير داخله بهدف تغيير بنيته ومعالمه وبحسب تقديرات بلدية جنين فإن قرابة 600 منزل هدمت بشكل كامل في المخيم فيما تضررت بقية المنازل بشكل جزئي واصبحت غير صالحة للسكن فيما يستمر الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي بكثافة في المخيم.
كما خلف الاحتلال في مدينة جنين أضرارا كبيرة في المنشآت والمنازل والبنية التحتية، خاصة في الحيين الشرقي والهدف.
وفي السياق ذاته، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ115 على التوالي، ولليوم الـ102 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني وتعزيزات عسكرية مكثفة.
وقالت المصادر، إن الاحتلال يواصل تصعيده الميداني عبر اقتحامات متكررة للمدينة والمخيمين، مستخدما آلياته العسكرية في التنقل داخل الأحياء والشوارع الرئيسة على مدار الساعة، مع إطلاق أبواق المركبات بطريقة استفزازي، والسير بعكس اتجاه السير، إلى جانب إقامة حواجز مفاجئة خصوصا في وسط المدينة، وشارع نابلس ودوار شويكة في الحي الشمالي.
وفي ساعات الفجر، اقتحمت فرقة من جنود المشاة ضاحية ذنابة شرق المدينة قادمة من مخيم نور شمس، وجابت الشوارع الرئيسية، وسط أعمال تمشيط وتفتيش واسعة، واعتقلت الشاب عمارة مرعي من منزله في حي الرشيد في المنطقة.
بالتوازي، يواصل الاحتلال فرض حصار خانق على مخيمي طولكرم ونور شمس، مترافقا مع سماع دوي إطلاق نار وانفجارات، بين الفينة والأخرى.
وذكر شهود عيان، أن جنود الاحتلال نفذوا تفجيرات في منطقة الأحراش المقابلة لمخيم نور شمس، دون معرفة تفاصيلها، فيما تمنع العائلات المهجرة قسرا من العودة إلى منازلها أو حتى تفقد ممتلكاتها، وتتعرض للملاحقة وإطلاق النار عند محاولتها الاقتراب.
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أجبرت يوم أمس عددا من العائلات في جبل الصالحين بمخيم نور شمس على إخلاء منازلها، في حين أغلقت جرافة الاحتلال شارع الملعب قرب الأحراش بسواتر ترابية.
وشهد مخيم نور شمس خلال الأيام الأخيرة حملة هدم طالت أكثر من 20 مبنى سكنيا في حاراته الرئيسية، وتضررت بفعلها مبان مجاورة، وذلك في سياق تنفيذ مخطط الاحتلال لهدم 106 مبان في مخيمي طولكرم ونور شمس، لفتح شوارع وطرقات وتغيير معالمهما الجغرافية.
وتواصل قوات الاحتلال أيضا الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المجاور، بعد إخلاء سكانها بالقوة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وبعضها تحت الاحتلال منذ أكثر من شهرين.
وخلف العدوان المستمر حتى الآن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملا في شهرها الثامن، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية، والمنازل، والمحلات التجارية، والمركبات، إثر عمليات هدم وحرق ونهب.
وقد أدى هذا التصعيد إلى تهجير أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد عن 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل كليا، و2573 منزلا بشكل جزئي، فضلا عن إغلاق مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية، وتحويلهما إلى مناطق معزولة تكاد تخلو من مظاهر الحياة.