دونالد ترامب سيدفن هيلاري كلينتون

GTY_donald_trump_hillary_clinton_sk_150619_16x9_992
حجم الخط

الجميع تقريبا يتحدثون ضد دونالد ترامب كرئيس في البيت الابيض. جيب بوش، منافسه من العائلة الملكية، قال عنه إنه كذاب وخاسر ومتباك. وتبين بسرعة، بخيبة أمل فرويدية، أنه وصفه دون معرفة مصيره في المعركة. إن هذه الحملات الانتخابية قد مرت على الولايات المتحدة مرات عديدة. وكانت الذروة في بداية القرن التاسع عشر حينما قتل آرون بار، نائب الرئيس وكان قبل ذلك مافيا سياسية، قتل منافسه المثقف الكسندر هاملتون، وزير المالية السابق، في معركة مسدسات عند الفجر.
متنافسون جمهوريون آخرون على الرئاسة سقطوا في الاسابيع الاخيرة على أيدي قواتهم. وتلقوا من الملياردير الاهانات في المناظرات التلفازية وحاولوا بدون فائدة أن يردوا الصاع صاعين. فقد أظهر القدرة على هزيمتهم كلهم. الأخير الذي انسحب من المنافسة، حاكم نيوجرسي كريستي، قرأ الخارطة وأعلن عن تأييده لترامب.
الثلاثاء (امس) العظيم هو يوم التصويت في 11 ولاية لمرشحي الحزبين. كريستي لم يكن ليوصي ما أوصى به لولا توقعه النتيجة. وهناك من يقول إن ما شجعه هو الوعود بمنصب رفيع في ادارة ترامب. وأمامه ستستمر كلينتون بانتصاراتها. حيث شقت طريقها الى الترشح على ظهر منافس لامع هو السناتور اليهودي بارني ساندرس من فيرمونت.
لكن هذه الضجة الأميركية في الانتخابات الاكثر تعقيدا في أي ديمقراطية لن تكون مرتبطة في النهاية بهذه المعطيات فقط. فستضح اليوم وفي الانتخابات التمهيدية القادمة من اجل اللجنة الديمقراطية في تموز، اضافة الى ذلك فان الحسم سيتم فرضه بواسطة عملية أكثر عمقا أكثر مما يسمى استعراضات ستاند آب لدونالد ترامب.
الولايات المتحدة تراقب تراجعها كقوة عظمى تدافع عن نفسها في وجه روسيا وزعيمها الهجومي. يبدو ترامب كرئيس لن يتردد في الضرب على طاولة بوتين. وفي ظروف معينة حرق النادي ايضا. بهذه الطريقة قام بسحق السياسي جون كيسك وماركو روبيو، ابن عائلة المهاجرين من المكسيك، الذي يسحب الاصوات ويخرج عن أطواره على الشاشات الأميركية، حينما جعل منه ترامب ذلك الشخص الغبي.
المعركة حتى الآن هي قصة فشل لاشخاص كانوا متصدرين. فقد شطب ترامب في حزبه بن كارسون ايضا وهو طبيب أسود للاعصاب ومثقف ولديه جمهور واسع من المؤيدين، وكأنه تم تنويمه مغناطيسيا من قبل ترامب فاعترف بماضيه. كل ذلك وضع في ذهن الأميركيين الانطباع بأن الازعر من نيويورك هذا يمكنه اعادة البريق واللمعان لادارة مترددة.
إن جميع زعماء الغرب يمرون في ازمة. انغيلا ميركل في ألمانيا مثل زملائها في بريطانيا وفرنسا. وقد توقفت النميمة عن ايطاليا. وحقائق اخرى عن دول آسيا التي تستدعي قائدا حازما: قيام القوى العظمى السابقة، الصين واليابان. مثلما قال نابليون: «الصين هي وحش نائم، دعوه نائما لأنه سيزعزع العالم عندما يصحو».
السيدة كلينتون أمام ترامب هي مراهنة من ايام الصراع من اجل حقوق المرأة في التسعينيات. الرجال والنساء الذين سيختارون زعيما لهم في أميركا اليوم يريدون يد رجل لاخراجهم من الوحل القومي. ولم تنجح سيرة كارلي فيورينا المهنية، المديرة العامة المعروفة لشركة اتش.بي الضخمة، في الصعود بالحزب الجمهوري مثل هيلاري في الحزب الديمقراطي.
هذه ليست شوفينية أميركية تستيقظ. بل هي خوف الطبقة المتوسطة التي تم ضربها منذ ازمة 2008، وهناك من يتوقع ضربة اخرى في العقد القادم. الولايات المتحدة هي محطمة الرقم القياسي في اعوجاج الفجوة الاجتماعية – الاقتصادية مع علامات متزايدة من الرأسمالية الخنزيرية في المئات العليا. الاقتصاد ينتعش ببطء وخطوة ذات بُعد تاريخي تهدد الجيل القادم ببطالة خطيرة. لولا ذلك لما كان مرشح مثل ساندرز سيحلق وهو يحمل بفخر ما كان ذات يوم باعثا على الاحتقار: الاشتراكية – كانت أصعب من «يساري» عندنا.
أميركا، مثل فرنسا، تغرق بين الفينة والاخرى. حيث ترى أن من الافضل وجود شخص مثل ترامب في البيت الابيض. والمناظرة القادمة بينهم ستتطرق الى مفارقة معروفة لشكسبير على لسان انطونيوس على قبر المحبوب القيصر يوليوس: «لقد جئت لأدفنه، لا لأمتدحه». ولن تفشلوا في الرهان على أن: يبدو أن ترامب سيدفن خصمته السيدة كلينتون. وهو الذي سيكون الرئيس الأميركي القادم.