ما هو أسوأ من العصر الحجري .. تقشعر الأبدان وتندى له الجباه

image_processing20230404-2769406-yxev3c.jpg
حجم الخط

بقلم حمدي فراج

 

تفرض إسرائيل الرسمية، إسرائيل الحكومة، إسرائيل نتنياهو بالأساس ومعه وزير الامن بن غفير، ووزير المالية سموترتش، تعتيما إعلاميا مطبقا على الأماكن التي تتعرض للقصف الصاروخي الإيراني، وتعرّض للاعتقال كل من ينشر شيئا خارج المقبول والمسموح، لكن ذلك سينتهي مع مرور الأيام اذا ما استمر القصف، بغض النظر عن تطوره وتفاقمه، او اذا ما استمر بنفس الوتيرة، "مئة صاروخ في اليوم". 

خلال الأيام الثلاثة الأولى، فرض نتنياهو على وزرائه، منعهم الادلاء بأي تصريحات تتعلق بالحرب مع ايران، الأمر الذي لم يحدث في الحرب مع غزة التي تستمر لليوم 618 على التوالي، رأينا وسمعنا خلالها ما تقشعر له الابدان، و تندى له الجباه؛ ابادتهم عن بكرتهم، صغيرهم قبل كبيرهم، كلهم حماس، حيوانات بشرية، وحوش آدمية، قصفهم بالقنبلة الذرية، منعهم من الغذاء والماء والكهرباء والدواء، تدمير بنيتهم التحتية بما في ذلك المستشفيات والمدارس وأماكن الايواء في الخيام والعراء، قتل أطفالهم كهواية.. إلخ، وأخيرا قتلهم على مراكز توزيع الغذاء الامريكية الإنسانية المسلحة المذلة. 

خلال الأيام الثلاثة الأولى، لم نعرف من إسرائيل الرسمية، أي المواقع هي التي قصفتها ايران، بالكاد تقول للرأي العام اسم المدينة التي سقط فيها الصاروخ؛ بيت يام، رحفوت، حيفا، ريشون ليتسيون، رمات غان، طمرة "تركيز شديد"،  وحين تقول ايران او يتسرب موقعا بعينه، كالمطار او الميناء او وزارة الدفاع او معهد وايزمان، تضيف إسرائيل جملة "بالقرب من" او "في محيط"، لكن على الاطلاق لم يكن هناك مستشفى من ضمن الأهداف، ولا بالقرب منها او في محيطها، ولا مدرسة ولا دار عبادة، بعكس مستشفيات ومدارس و مساجد/ كنائس غزة، التي لم تبق منها إسرائيل ولم تذر . 

في الأيام الثلاثة الأولى، برز تصريحان لمدير العالم دونالد ترامب متعلقان بهذه الحرب، أولهما اشادته بالضربة الاستباقية التي نفذتها إسرائيل ضد ايران بقصفها مفاعلاتها النووية وقتلها عشرات قياداتها الأمنية والعسكرية ومن ضمنهم نحو عشرين عالما نوويا مع نسائهم وأطفالهم، واصفا الهجوم بأنه "ممتاز"، والتصريح الثاني بضرورة وقف الحرب كما فعل مع الهند وباكستان، ما يجعلنا نستشف ان إسرائيل بدأت تستعد لاستجداء وقف المجابهة. لقد ظهرت من العلامات ما يكفي خلال أيام معدودات حجم التدمير الهائل وحجم الخسائر، بما في ذلك الأرواح، استمرار البحث عن 34 عالقا في بيت يام لنحو 70 ساعة، و ما يزال البحث مستمرا، إقامة احدى المستشفيات مستشفى ميداني في ساحتها الخلفية، ما جعل بعض الإسرائيليين يتساءل: متى ندخل العصر الحجري.  واذا ما استمر الوضع على ما هو عليه عشرين الى ثلاثين يوما، سيتغير السؤال الى شبه إقرار: لقد ادخلنا نتنياهو عصرنا الحجري منذ اصبحنا قتلة أطفال