في الأسابيع القليلة الماضية تمكّن سبعة أردنيين أوْ فلسطينيين من اجتياز الحدود الإسرائيليّة-الأردنيّة، دون أنْ تتمكّن قوات الجيش الإسرائيليّ من رصدهم قبل دخولهم إلى العمق الإسرائيليّ، هذه الظاهرة، برأي مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ، أمير بوحبوط باتت تقُضّ مضاجع الجيش الإسرائيليّ، حيث نقل عن محافل عسكريّة رفيعة المستوى قولها إنّ الانطباع السائد بأنّ المنظومة الأمنيّة ليست مهتمةً بالمرّة بهذه الظاهرة، لافتًا إلى أننّا نجلس هنا بانتظار العملية الفدائيّة ضدّنا، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً إنّه يوم أوّل من أمس السبت، لاحظت دورية تابعة للجيش الإسرائيليّ رجلاً على الحدود مع الأردن في منطقة العربة، بالقرب من موقع للجيش الإسرائيليّ يقوم بتفعيله عدد من جنود الهندسة التابعين للجيش، وباشر الجيش فورًا بعمليات البحث عن الرجل، وعلى مدار ساعات طويلة، تواصلت عمليات البحث، وتبينّ لاحقًا أنّ الرجل وصل إلى نقطة معينّةٍ داخل إسرائيل، ومن هناك، حوالي الساعة 11 ليلاً، استقلّ سيارة، كانت على ما يبدو في انتظاره ودخل إلى جهة غير معروفة داخل إسرائيل، لافتًا إلى أنّ هذا التقدير جاء بناءً على عدم وجود أثر لرجلي إنسان على الطرف الثاني من شارع العربة.
ونقل المُحلل عن مصادر رفيعة في كتيبة (أدوم) قولهم إنّه في الأسابيع الأخيرة تمّ تسجيل حادثين مشابهين لهذا الحادث، حيث أكّدت المصادر على أنّ المتسللين قاموا بالدخول إلى العمق الإسرائيليّ بواسطة سيارة كانت بانتظارهم في المكان. وقال المصادر عينها إنّه على الحدود المصريّة-الإسرائيليّة، يُعتبر أيّ تسلل إلى إسرائيل على أنّه عملية فدائيّة، أوْ كما قالت المصادر تخريبيّة، وفقط بعد الفحص الدقيق يتّم تسجيل التسلل على أنّه جاء على خلفيةٍ جنائيةٍ، ولكن على الحدود الأردنيّة-الإسرائيليّة، زادت المصادر، يسود الانطباع بأنّ الأمر لا يحظى بأهمية أيّ أحدٍ، على حدّ تعبيرها.
ونقل المُحلل عن ضابط رفيع في الجبهة قوله إنّ كلّ قائد كتيبة مسؤول عن مسافة 70 كم على الحدود، والجنود ليسوا مزودّين بوسائل مراقبة متطورّة ومتقدّمة، مُضيفًا أنّ قادة الجيش في المنطقة طرحوا الموضوع مرارًا وتكرارًا على قادة هيئة الأركان العامّة، وكان الجواب دائمًا إنّه لا توجد ميزانيات لتطوير المراقبة على الحدود وتحديثها، ولفت إلى أنّهم في قيادة الجيش ينتظرون، على ما يبدو، وقوع عملية فدائيّة، كي يستيقظوا من سباتهم العميق، حسبما قال.
وشدّدّ المصدر على أنّه حتى اللحظة لم تتمكّن الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، بما في ذلك الجيش، من تحديد وجهة المُتسللين إلى إسرائيل، ولماذا وصلوا وإلى أين ذهبوا وما هي طبيعة دخولهم إلى إسرائيل، ومَنْ قام بتقديم المساعدة لهم للهروب من الحدود باتجاه العمق الإسرائيليّ.
وأشار المُحلل إلى أنّ الظاهرة التي يتحدّث عنها قادة كتيبة (أدوم) تتماشى مع توصية المستوى السياسيّ في إسرائيل لوزارة الأمن بالبدء بتخطيط جدار على الحدود الأردنيّة-الإسرائيليّة، على طول عشرات الكيلومترات، تمتّد من إيلات (أم رشرش) إلى البحر الميّت.
وجاءت هذه التوصية بعد أنْ قامت المخابرات الأمريكيّة بنقل تحذيرٍ شديد اللهجة إلى المخابرات الإسرائيليّة من مغبة قيام التنظيمات الجهاديّة المُتشدّدّة العاملة في المملكة الأردنيّة الهاشميّة بعمليات فدائيّة داخل إسرائيل، عبر الحدود. ونقل الموقع عن محفلٍ رفيع المستوى في وزارة الأمن الإسرائيليّة، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، نقل عنه قوله إنّه حتى الآن تمّ تأجيل النظر في القضية الخطيرة بسبب الشح في الميزانيات، ولكن بات واضحًا وجليًّا للجميع، أنّ بنماء المطار في منطقة (تمناع) ستُعجّل من نصب وسائل تكنولوجيّة متطورة جدًا للمراقبة، مُشدّدًا على أنّ الوضع على الحدود الأردنيّة-الإسرائيليّة، بات حساسًا جدًا، حسبما ذكر.
وأشار الموقع إلى أنّ الناطق الرسميّ بلسان الجيش الإسرائيليّ رفض التعقيب على القضية، على الرغم من التوجّه إليه. وكانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، كشفت النقاب قبل أسبوعين عن أنّ المنظومة الأمنيّة في تل أبيب تُخطط لإقامة جدارٍ على الحدود مع الأردن بعد إنشاء مطار تمناع وعقب التغييرات الجيو-سياسيّة في منطقة الشرق الأوسط، لافتةً إلى مطار تمناع سيكون بديلاً للمطار في إيلات ولمطار (عوفداه)، وأنّ الأعمال لإقامته تجري في هذه الأيّام على قدمٍ وساقٍ.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنّه بعد الانتهاء من بناء الجدار الإسرائيليّ على طول الحدود مع مصر، بدأت إسرائيل بالتحضير لإقامة الجدار مع الأردن. وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن مصادر عسكريّة رفيعة في إسرائيل، تابعت قائلةً إنّه بموجب الخطّة العسكريّة التي تمّت المُصادقة عليها من قائد المنطقة الجنوبيّة في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال سامي تورجمان، فإنّ المرحلة الأولى ستشمل بناء جدار على طول 30 كم، بالإضافة إلى نصب أحدث أجهزة المراقبة وأكثرها تطورًا، مُشيرةً إلى أنّ الحدود مع الأردن هي الحدود الإسرائيليّة الوحيدة التي تم تُقام عليها جدار.