أكدت الهيئة الفلسطينية للإغاثة والتنمية، على رفض عمليات السرقة والنهب للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة، مُشيرةً إلى أنها لن تتهاون من الآن فصاعداً مع الذين تجردوا من ضمائرهم ونهبوا قوت الأهالي في غزة.
وتلا رئيس الهيئة يعقوب زروق، خلال وقفة جرت اليوم في غزة، بياناً جاء فيه:
"يا أبناء شعبنا العظيم، يا من تصارعون الموت لتصنعوا من الرماد حياة، يا من تنحتون الصبر من قلب المعاناة وتنتزعون الأمل من بين أنياب الموت، نخاطبكم من بين الجراح المفتوحة والأنقاض المشتعلة، حيث باتت الحياة في غزة ساحة مواجهة مزدوجة: بين آلة القتل الصهيونية من جهة، وجشع بعض المتاجرين بمعاناتكم من جهة أخرى".
وقال زروق: "إن ما يعيشه المواطن الغزي اليوم تجاوز حدود الاحتمال. فالمأساة لم تعد فقط في القصف والدمار، بل في الغلاء الفاحش، وفي استغلال بشع يمارسه بعض من تجردوا من كل قيم الدين والوطن. يسرقون من الجائع رغيفه، ومن اليتيم لقمة يومه، ومن المكلوم آخر ما ادخره ليومٍ أسود".
وأكمل: "إن تجار السيولة والعمولات الذين يقتسمون مع الناس نصف الراتب ونصف الكرامة. هم خناجر في خاصرة الوطن، أدوات قذرة تُكمل ما عجز عنه الاحتلال من إذلال وإفقار".
وتابع: "نقولها بوضوح:؛من ينهب المعونات ويسرق باسم التجارة لا يختلف عن الاحتلال، بل هو أخطر، لأنه يطعن من الخلف وهو يرتدي قناع ابن البلد".
وأردف: "نداؤنا الصادق موجه إلى شيوخ العشائر ووجهاء العائلات: أين أنتم من محاسبة المتورطين من أبنائكم في الاحتكار والنهب؟ أين أفعالكم بعد بياناتكم؟، لقد آن الأوان أن ينتصر صوت الضمير، وأن نحاصر هذا الفساد بوحدتنا وأخلاقنا ومروءتنا".
وختم زروق حديثه بالقول: "من الآن فصاعدًا، لن نصمت. وسنحاسب ونفضح كل متآمر، وكل من باع ضميره وخان شعبه". واستدرك مخاطباً كل هؤلاء: "أيامكم باتت معدودة، وأعمار ظلمكم إلى زوال، فشعبنا يستحق الحماية لا البيع، والكرامة لا الإذلال".
من جهته، أوضح د. إياد رابعة، المتحدث باسم الهيئة، أن هذه الفعالية جاءت للتعبير عن رفض عمليات النهب وسرقة المساعدات والمتاجرة بمعاناة وآلام شعبنا في قطاع غزة. ودعا رابعة، في حديثه لمراسل وكالة "خبر"؛ الحكماء والعقلاء من المخاتير والوجهاء وأرباب الأسر للتصدى لتلك الظواهر الغريبة عن عادات وثقافة شعبنا.
