قتل خمسة مواطنين وأصيب نحو 15 بجروح متفاوتة أثناء محاولاتهم اعتراض شاحنات تحمل مساعدات أميركية كانت متوجهة إلى مخازن إحدى المنظمات الدولية في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، في ساعة مبكرة من فجر أمس.
وقال شهود عيان ومصادر صحافية إن من بين الضحايا مَن تعرض لنيران عناصر تأمين المساعدات، وآخرين جراء الطعن بأسلحة بيضاء حملها معترضو الشاحنات، وعدداً آخر من الدهس تحت عجلات هذه الشاحنات.
ونُقل الضحايا إلى مستشفى شهداء الأقصى حيث أكدت المصادر الطبية وصول خمسة قتلى ونحو 15 جريحاً تعرضوا لأعيرة نارية وجروح بالغة جراء استخدام سكاكين ودهس، ووصفت جروحهم بين متوسطة وخطيرة.
وذكر شاهد العيان "غسان" في العشرينيات من عمره، أن نحو ست شاحنات كانت تحمل مساعدات من الدقيق والمواد الغذائية مرت على طريق صلاح الدين، المؤدي إلى دير البلح، إلا أن آلاف المواطنين اعترضوها وحاولوا سرقة المساعدات التي حملتها، ما دفع عناصر التأمين إلى إطلاق النار نحوهم تارة وفي الهواء تارة أخرى.
وقال: "دفعت حشود المواطنين الذين حضروا إلى المكان خلال وقت قصير رغم ساعات الفجر المبكرة وقت مرور هذه الشاحنات، عناصر التأمين إلى إطلاق النار بكثافة في محاولة لحماية الشاحنات التي توقفت جراء اعتراض المواطنين لها، ما تسبب بحالات الدهس، وهو ما أتاح نهب المساعدات".
وأشار شاهد آخر إلى أن "شاحنة واحدة تمكنت من الدخول إلى دير البلح والسير باتجاه المخزن الذي لم يكن يُعرف مكانه، وبعد وقت قصير تم اعتراضها أيضاً ونهب ما بها من مساعدات".
وبيّن شاهدا العيان أنها المرة الأولى التي يتم فيها دخول شاحنات تحمل مساعدات تصنف أنها ضمن المؤسسة الأميركية "غزة الإنسانية" إلى مدينة دير البلح، مشيرين إلى أن الشاحنات قدمت إلى دير البلح عبر معبر "كوسفيم" شرق دير البلح.
وقال بعض السكان المحليين في أحاديث منفصلة لـ"الأيام" إن إطلاق النار كان كثيفاً وبصورة عشوائية، مشيرين إلى أن بعض الطلقات النارية وصلت إلى خيام النازحين في عمق المدينة.
واعتبروا أن ما حدث يعبر عن مدى حالة الجوع والفوضى التي تسود كافة مناطق قطاع غزة، معربين عن استيائهم من حالات الطعن بالسكاكين واستخدام الأسلحة البيضاء التي تسببت بقتل شخص وإصابة آخرين.
في السياق، توجه مئات المواطنين نحو الطريق الترابي المؤدي إلى معبر "كيسوفيم" اعتقاداً بوجود شاحنات مساعدات أخرى قادمة إلى دير البلح، حسب عدد آخر من السكان المحليين.
ولفت بعض السكان والنازحين إلى أن هؤلاء المواطنين عادوا أدراجهم بعد مرور ساعات والتأكد من عدم وجود عدد آخر من شاحنات المساعدات، إلا أن مصادر محلية أبلغت عن غياب ثلاثة أطفال من مخيم "البخاري 2" الذين توجهوا برفقة هؤلاء المواطنين إلى طريق "كيسوفيم".
ونُقل عن أقارب هؤلاء، أنهم توجهوا نحو مكان تواجد الشاحنات على طريق صلاح الدين لكنهم لم يعودوا، معربين عن تخوفهم من استشهادهم أو اختطافهم من قبل قوات الاحتلال.