يتزايد التوتر بين المستويين السياسي والعسكري، حيث يُصرّ رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو على اتخاذ خطوة واسعة النطاق لاحتلال قطاع غزّة، فيما يُفضّل رئيس الأركان إيال زامير والقيادة العسكرية خطةً أكثر مرونةً تتضمن تطويق مدينة غزّة وشن غارات مُحدّدة.
وتتظاهر عائلات الأسرى الإسرائيليين وتصرخ ضد التحرك العسكري الواسع النطاق: "عودة المختطفين هي الصورة الوحيدة للنصر".
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فمن المتوقع أنّ يُحذّر زامير في النقاش من أنَّ احتلال قطاع غزّة، وخاصةً دون قرارٍ واضحٍ بشأن "اليوم التالي"، قد يُصبح مُعقّدًا ويُؤدّي إلى نتيجةٍ مُعاكسةٍ لما تسعى إليه القيادة السياسية، بل إنه أخبر مُقرّبيه في الأيام الأخيرة أن "احتلال القطاع سيُغرق إسرائيل في دوامةٍ من الفوضى".
وتتضمن الخطة المركزية لرئيس الأركان خمس نقاط رئيسية:
أولاً: حصار كامل - تطويق مدينة غزة والمخيمات المركزية لقطع المنطقة وعزل القتال.
ثانياً: إطلاق نار كثيف - استخدام قوة نيران كبيرة وتجهيز المنطقة للدخول سيرًا على الأقدام.
ثالثاً: عمليات دخول مُدروسة - عمليات دخول مُستهدفة ومُراقبة على مدار الوقت، مع تقليل الخطر على حياة الأسرى وتقليل الأضرار التي تلحق بالجنود.
رابعاً: تؤكد الخطة على الاستغلال الأمثل لبنية الجيش، بالنظر إلى الاستنزاف في صفوف الجنود والتحديات في قدرة الأدوات.
خامساً: محاولة تجنب الفخاخ - الحذر الشديد من التورط في عمليات عميقة في قلب مدينة غزة التي تعتبر مفخخة ومحملة بالعبوات الناسفة، مع منع أي ضرر محتمل للرهائن.
خطة نتنياهو: احتلال تدريجي
من ناحية أخرى، يدعم رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يبدو أنه يفضل تحركًا واسع النطاق، خطة تهدف إلى احتلال القطاع بأكمله. ووفقًا لمخطط نتنياهو بحسب القناة 12 الإسرائيلية سيبدأ الجيش الإسرائيلي باحتلال مدينة غزة - وليس احتلال القطاع بأكمله دفعة واحدة.
وقد تستمر خطة الاحتلال الكامل للقطاع لعدة أشهر وستشمل 4-6 فرق.
كما سيتلقى سكان المدينة المركزية في القطاع، والذين يقدر عددهم بحوالي مليون شخص، أي نصف سكان القطاع، إشعار إخلاء منظم.
دور إدارة ترامب في الكواليس
في الوقت نفسه، من المتوقع أن توفر إدارة ترامب غلافًا إنسانيًا يسمح بنقل السكان إلى مناطق في وسط القطاع.
هذا حدث لوجستي من الطراز الأول، ومن المتوقع أن يستمر لعدة أسابيع. ستُضطر المؤسسة العسكرية إلى إنشاء بنية تحتية مدنية مؤقتة لاستيعاب النازحين قبل بدء العملية البرية.
كما تشمل الاستعدادات المدنية بناء مستشفيات مؤقتة، ومجمعات خيام أو قوافل، وإدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية.
لمعالجة مشكلة الجوع في غزة، من المتوقع أن تزيد إدارة ترامب عدد مراكز توزيع الغذاء من أربعة مراكز حالياً إلى ستة عشر مركزاً.
ومن المتوقع أن يخصص الرئيس حوالي مليار دولار، بعضها أمريكي وبعضها ممول من دول أخرى. ستُمكّن هذه الأموال من إنشاء مراكز توزيع جديدة في وسط القطاع، بهدف قطع المساعدات الإنسانية عن آليات حماس وضمان التوزيع المباشر للمدنيين.
بالتوازي مع التحرك العسكري، ستُطرح فكرة ضم الشريط الأمني الذي سيطرت عليه إسرائيل منذ بداية الحرب، والمتاخم للسياج الحدودي - للنقاش في مجلس الوزراء. وتشير المؤشرات إلى أنه يجري بحث إمكانية جعل السيطرة عليه دائمة.
ووفق النقاة العبرية، فإنَّ "إسرائيل" تتطلع إلى أن يُضعف سقوط مدينة غزة، رمز حكم حماس، من عزيمتها، ويسمح بالتوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن.