صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، أكدا خلال المحادثة الهاتفية مساء أمس الإثنين، فهمهما لضرورة حل الأزمة الأوكرانية بطريقة بحيث لا تتكرر أبدا، مع مراعاة المصالح المشروعة لجميع الدول في المنطقة.
وقال لافروف خلال مقابلة أجريت اليوم الثلاثاء: "الهدف هو ضمان عدم تكرار هذه الأزمة مرة أخرى، وتأمين الحقوق المشروعة لجميع الدول في هذه المنطقة والشعوب التي تعيش فيها، وتم تأكيد هذا التفاهم خلال المحادثة الهاتفية التي جرت مساء أمس بين الرئيس بوتين والرئيس ترامب".
وأكد على أن "واشنطن مهتمة بالتوصل إلى تسوية، وليس من أجل "إعداد أوكرانيا للحرب مجددا، كما كان الحال بعد اتفاقيات مينسك".
وتابع لافروف: "قمة ألاسكا أظهرت التزام الإدارة الأمريكية الصادق بعدم إجراء هذه التسوية بهدف تهيئة أوكرانيا للحرب مجددا، كما حدث بعد اتفاقيات مينسك، بل تحديدًا لضمان عدم تكرار هذه الأزمة، وضمان الحقوق المشروعة لجميع الدول الواقعة في هذا الجزء من العالم وجميع الشعوب التي تسكن هذه الدول".
وأردف، قائلا: "أود أن أذكركم مرة أخرى بأننا نثمن الفهم الذي تظهره الإدارة الأمريكية، على عكس الأوروبيين، والتي تسعى بصدق إلى الوصول إلى جوهر المشكلة وحل الأسباب الجذرية للأزمة التي خلقها الغرب، بقيادة إدارة جو بايدن السابقة، في أوكرانيا من أجل استخدامها كأداة لاحتواء روسيا وقمعها وإلحاق ما يسمى بـ"الهزيمة الاستراتيجية" بها".
وتابع: "لم نناقش العقوبات. ليس لدينا العديد من الخبراء فحسب، بل لدينا أيضًا سياسيون ومسؤولون قالوا مرارًا وتكرارًا إن رفع العقوبات يمكن أن يلعب دورًا سلبيًا. لأن هذا قد يُرسخ في بعض قطاعات اقتصادنا وهمًا بأننا سنتغلب على جميع المشاكل بالعودة إلى الخطط التي وُضعت وطُبقت في التسعينيات وأوائل الألفية الثانية".
و:استكمل بالقول "عندما تحدث هؤلاء المندوبون في واشنطن عن ضرورة البدء بإعداد ضمانات أمنية لأوكرانيا، وفي الوقت نفسه، ضمانات أمنية لأوروبا، وتحدث (كير) ستارمر رئيس الوزراء البريطاني، وآخرون، عن هذا الأمر، لم يتطرق أحد قط إلى أمن روسيا".
وأشار إلى أن "وثيقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي استشهد بها تتطلب توفير الأمن بشكل يناسب الجميع".
واستذكر لافروف أقوال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، بشأن الاتفاقيات بين الاتحاد السوفييتي وفنلندا في عام 1944، وأشار إلى أن فنلندا في ذلك الوقت "التي كانت تقاتل إلى جانب ألمانيا النازية، وقعت الاتفاقيات ذات الصلة مع الاتحاد السوفييتي".
وأوضح لافروف قائلا: "أنا أعرفه جيدا، فقد كان وزيرا للخارجية. وقعوا معاهدة تنص على الحياد الأبدي، وبأن أي طرف لا الاتحاد السوفيتي ولا فنلندا لن ينضم إلى أي كيانات موجهة ضد الطرف الآخر في الاتفاق. أين كل هذا؟ الآن انضموا إلى الكيان الذي يعتبر روسيا عدوًا. لذلك فإن كان يقصد التغيرات الإقليمية التي حدثت نتيجة الحرب العالمية الثانية، فنعم، هذه إحدى نتائجها. غالبا ما تكون التغيرات الإقليمية جزءا لا يتجزأ من التوصل إلى اتفاقيات. وهناك أمثلةٌ كثيرةٌ على ذلك".
وأشار إلى أن إعلان السيادة الوطنية نص بوضوح على وضع الدولة الأوكرانية الخالية من الأسلحة النووية والمحايدة وغير المنحازة.
وقال لافروف :"هذا الالتزام هو الذي شكل الأساس للاعتراف الدولي بأوكرانيا كدولة مستقلة. فإذا رفض نظام زيلينسكي الآن كل هذه الخصائص، ويتحدث عن الأسلحة النووية، وعن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وعن التخلي عن الحياد، فإن الأحكام التي شكلت أساس الاعتراف بأوكرانيا كدولة مستقلة تختفي".
وفي وقت سابق من اليوم، أكد لافروف، على أن روسيا لم يكن لديها هدف الاستيلاء على الأراضي، سواء كانت شبه جزيرة القرم أو دونباس أو نوفوروسيا (زابوروجيه وخيرسون)، بل سعت إلى حماية الروس".
وأَضاف لافروف، في تصريحات لقناة "روسيا 24": "أود أن أؤكد مجددًا على أننا لم نتحدث قط عن مجرد الاستيلاء على بعض الأراضي، لم تكن القرم، ولا دونباس، ولا نوفوروسيا كأراض هدفنا أبدا".
كان هدفنا حماية الشعب، الشعب الروسي، الذي عاش على هذه الأراضي لقرون، والذي اكتشفها، وبذل الدماء من أجلها في القرم ودونباس، وأنشأ مدنا كأوديسا، ونيكولاييف، وغيرها الكثير، وموانئ، ومصانع، ومعامل.
وبين لافروف، أن الأجواء كانت جيدة للغاية في محادثات ألاسكا، وهو ما انعكس في تصريحات الرئيسين الروسي فلاديمير بوتن والأمريكي دونالد ترامب.
وأردف: "كان واضحا أن الرئيس الأمريكي وفريقه يسعون بصدق، أولا، إلى تحقيق نتيجة طويلة الأمد ومستدامة وموثوقة، على عكس الأوروبيين الذين كانوا يرددون آنذاك في كل مكان أن الحل الوحيد هو وقف إطلاق النار، ثم سيواصلون إمداد أوكرانيا بالأسلحة".
وناقش الرئيسان الروسي والأمريكي فلاديمير بوتين ودونالد ترامب سبل حل النزاع الأوكراني خلال اجتماع عقد في ألاسكا في 15 أغسطس/ آب.
ووصف الزعيمان الاجتماع بالإيجابي، وفي أعقاب القمة، أكد الرئيس الروسي أنه من الممكن التوصل إلى نهاية للصراع في أوكرانيا، وأكد أن روسيا مهتمة بالتوصل إلى تسوية طويلة الأمد.