أعد المحلل العسكري عاموس هرئيل تقرير لصحيفة "هآرتس"العبريةنشره اليوم الجمعة، افاد بأن تقديرات الجيش (الاسرائيلي)، تشير إلى أن "القتال العنيف في سورية والخسائر التي تكبدها حزب الله أحدثت تآكلا في صفوفه، وبدأ يتلقى انتقادات داخلية بسبب "إرسال الشبان إلى حتفهم في سورية لإنقاذ الطاغية في دمشق".
وبحسب هرئيل، فإن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، اضطر مرارا إلى التأكيد على أن المعركة في سورية ضرورية في مواجهة تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإٍسلامية" وأمثالهما، وفي المقابل فإنه يجد صعوبة في عرض حزب الله كمن يوفر الحماية للبنان، خاصة بعد الهجمات الانتحارية في قلب بيروت ردا على التدخل في سورية. وهو ما وصفه رئيس هيئة أركان الجيش السابق، بيني غنتس في حزيران/يونيو 2013، بأن "النار بدأت تنشب في أطراف عباءة نصر الله".
ويشير هرئيل إلى أن تواجد الضباط الإيرانيين، والروس لاحقا على مقربة من عناصر حزب الله، قد رفعت من القدرات القتالية لحزب الله، كما أن القادة والمقاتلين اكتسبوا تجربة عملانية لا تقدر بثمن، حيث شاركوا للمرة الأولى في أنشطة مشتركة مع طائرات ومروحيات وطائرات بدون طيار ومدفعية ودبابات وقدرات استخبارية متطورة.
ورغم أنه لا يوجد لدى حزب الله طائرات ودبابات، إلا أن الجيش الإسرائيلي بات ينظر إليه، على أنه جيش بمستوى متوسط، يضم في صفوفه 45 ألف مقاتل، منهم 21 ألفا من النظاميين، ويمتلك أكثر من 100 ألف صاروخ في ترسانته العسكرية، بينها آلاف الصواريخ ذات المديين المتوسط والبعيد، والتي يتطور مدى دقتها باستمرار.
وأشار هرئيل في هذا السياق إلى أنه يتضح من خطاب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن حزب الله تمكن من تهريب أنظمة قتالية متطورة من سورية إلى لبنان، وبضمنها صواريخ "أرض – أرض" دقيقة، وصواريخ مضادة للطائرات من طراز "أس إي 22"، وصواريخ "بر – بحر" من طراز "ياخونت"، وبالنتيجة وإلى جانب حصول حزب الله عن سلاح نوعي، إضافة إلى التجرية التي راكمها في سورية، فإن حزب الله بات يملك قدرات مستقلة حتى في مجالات حيوية مثل "قتال الكوماندو، وتفعيل طائرات بدون طيار، وبضمنها طائرات هجومية".
يشار إلى أنه في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وفي أوج القتال مع حزب الله في "الحزام الأمني" في جنوب لبنان، قرر رئيس أركان الجيش في حينه، أمنون ليبكين شاحاك، أنه يجب التعامل مع حزب الله على أنه "تنظيم حرب عصابات"، وليس كـ"خلايا إرهابية".
واليوم، وعلى خلفية القتال الدائر في سورية، فإن الجيش الإسرائيلي بات يعتقد أن حزب الله قد تحول إلى جيش بكل معنى الكلمة.
وفي هذا السياق يشير المحلل العسكري إلى مقال كتبه أحد ضباط الاستخبارات العسكرية بشأن النوايا المحتملة لحزب الله في الحرب القادمة ضد إسرائيل، عندما تحدث عن احتلال الجليل: "هجوم مفاجئ على طول الحدود، تحاول وحدات الكوماندو خلالها السيطرة على بلدة أو معسكر صغير، لبدء القتال بإنجاز معنوي تجد إسرائيل صعوبة في محوه".
ويضيف هرئيل، أنه يمكن اليوم تخمين أن حزب الله يطمح في الحصول على قدرات تمكنه من شن هجمات على بلدات ومواقع على طول الحدود في الوقت نفسه، في بداية الحرب، الأمر الذي يتيح له محاولة تشويش تحركات الجيش الإسرائيلي على الحدود، ويصعب عملية تجنيد الاحتياط، علما أن الخطوط الحدودية مع لبنان هي جبلية، وتوفر، من الناحية الطوبوغرافية، للمهاجم عنصر المفاجأة بما قد يكفي للتخلي على حفر الأنفاق الهجومية.
ورغم أن تقديرات الجيش تشير إلى أن نصر الله غارق في القتال في سورية، كما أن تقديرات الاستخبارات العسكرية تشير إلى أن احتمالات المبادرة إلى الحرب منخفضة، إلا أنه طرح مؤخرا إمكانية اندلاع حرب نتيجة حسابات خاطئة.
ويكتب هرئيل، في هذا السياق، أنه في كل الحالات يجب أن يكون هناك "تنسيق توقعات" بين الجيش وبين الجمهور الإسرائيلي. وأن ضباط الجيش يدركون أنه في الحرب القادمة سيكون هناك خسائر كبيرة للجيش، وأن كمية الصواريخ التي سيطلقها حزب الله على المستوطنات الحدودية سوف تلزم بإخلائها، كما أن الضربات الصاروخية في مركز البلاد ستكون أقسى من الحروب السابقة.
وينهي الكاتب بالقول إنه في حال اندلاع الحرب، فإن إسرائيل سوف تضطر إلى تفعيل قوة لم يسبق لها مثيل في لبنان، وأن الغارات الجوية الشديدة لن تكون كافية، وسيضطر الجيش للقيام بعملية برية لجباية الثمن من حزب الله، كما يتوقع أن تدرس الحكومة إمكانية مهاجمة البنى التحتية المدنية للبنان، وذلك بهدف تسريع وقف إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية. كما أن الجيش سيواجه تحديا في الشمال لم يواجهه في السنوات الأخيرة، وربما لهذا السبب، بالنسبة لإسرائيل، يجب الحفاظ على عنصر الردع تجاه حزب الله، وإبعاد الحرب القادمة قدر الإمكان