تقدّم الأديب المصري محمد سلماوي، بالشكر إلى رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرا أن العرب مدينون له لأنه كشف للعالم دون قصد الوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني.
وأوضح في مقالٍ نشره اليوم الأربعاء، بصحيفة الأهرام الحكومية المصرية، أن العرب مدينون لنتنياهو لأنه كشف المشروع الصهيوني الذي فشل العرب في إثباته طوال 80 عاما: دولة استيطانية استعمارية تتوسع عبر تهجير السكان الأصليين، والاستيلاء على أراضيهم وثرواتهم، ومحو تاريخهم وتراثهم.
وأشار سلماوي إلى أن العرب حاولوا منذ البداية إقناع العالم بعنصرية المشروع الصهيوني، لكنهم واجهوا هيمنة يهودية على مراكز القرار والإعلام الغربي، ما جعل الرواية الإسرائيلية تطغى على الحقائق التاريخية والجغرافية، ورسمت صورة زائفة لإسرائيل كـ"دولة صغيرة تسعى للسلام"، بينما يُصوَّر العرب كمن يريدون "إلقاءها في البحر".
وأضاف أن محاولات مثل إسحاق رابين للتفاوض بدلًا من القوة قوبلت بالاغتيال، ليعاد فرض السياسة العدوانية التي قامت عليها إسرائيل. وعندما جاء نتنياهو، وجد دعما أمريكيًا غير محدود، فأسقط القناع، وكشف عن مشروع صهيوني عنصري يهدف إلى الإبادة، ويسعى لتحقيق "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات" — عبر ضم أراضٍ من ست دول عربية: مصر، الأردن، السعودية، سوريا، العراق، ولبنان — مخالفًا القانون الدولي.
وهكذا، انقلب المشهد: فانكشفت الحقيقة بفعل اعترافات القادة الإسرائيليين، وتغير الرأي العام العالمي، وانتشرت المظاهرات المناهضة للصهيونية وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين — تطور لم يكن متوقعا.
وختم سلماوي: "شكرا لنتنياهو، فلولا كشفه هذا، لظل الغرب يطالبنا بقبول ‘الدولة الصغيرة’ التي ‘لا تريد سوى العيش بسلام’".