من غزة إلى لبنان ، ومن سوريا إلى إيران ، ومن الدوحة إلى تونس وصنعاء!!
خلال 24 ساعة ضربت إسرائيل في ثلاث عواصم عربية ، بعيدة عن حدوها بآلاف الكيلومترات ، في الدوحة بداعي اغتيال قادة حماس ، وفي تونس لوقف تحرك أسطول التضامن العالمي مع غزة ، وفي صنعاء للرد على صواريخ ومسيرات الحوثي التي وصلت مطار رامون ،، بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الأبراج ومحو مدينة غزة بالكامل ، كما فعلت في بيت حانون وبيت لاهيا ورفح وحانيونس ، وسط إنذارات الإخلاء من آخر وأكبر مدن القطاع ، وكل يوم مئات الشهداء والجرحى والمفقودين تحت أنقاض البيوت المدمرة ،، بينما يعربد المستوطنون في الضفة الغربية وسط مطالب وزراء اليمين المتدين الصهيوني بضم الضفة الغربية ، لإفشال حل الدولتين الذي بدأ يلقى الدعم العالمي ، وتخشى إسرائيل من مؤتمره القادم في نيويورك بعد أسبوعين ،، كل ذلك يتم بغطاء ودعم أميركي ، حتى بقصف أكبر وأقرب الحلفاء والأصدقاء في دولة قطر ،، مجلس الأمن يجتمع اليوم ، ومن المتوقع أن يقدم مشروع قرار لإدانة العدوان على الدوحة ، حتى الآن المضمون تأييد 14 عضوا ، فهل ستمرر واشنطن القرار وتؤيد أو تمتنع عن التصويت ، وتغير أميركا موقفها ، في فرملة وكبح الجنون الإسرائيلي ، أم تستمر في تحدي كل العالم ،، أم أننا مقبلون على تغيير الشرق الأوسط كما يروج نتنياهو ، أم أننا أمام محاولة لجر المنطقة لحرب إقليمية تكون مصر هي المستهدفة فيها ، بعد توتر العلاقات مع حكومة الاحتلال ،، المنطقة فعلا مقبلة على التعيير ،، ولكنه هذه المرة لن يكون في صالح إسرائيل ، رغم المقتلة في غزة ، وما أحدثه العدو من تدمير وتغيير في معالم غزة المظلومة والمنكوبة منذ ما يقارب من العامين بعد طوفان السابع من أكتوبر ، والذي تتحجج إسرائيل واميركا ، وكثير من الدول الغربية والعربية ، أنه السبب والذريعة لما يجري من رد فعل وعربدة إسرائيلية ، أتت على تدمير قطاع غزة ، وإبادة غير مسبوقة راح ضحيتها حتى الآن ربع مليون ضحية فلسطينية بين شهيد وجريح ومصاب ومعاق وأسير ،، نحن أمام مشهد صعب ومعقد ، والأيام القادمة تنذر بما أصعب .