ظاهرة واسعة: إخراج آلاف الجنود الإسرائيليين من غزة بسبب حالتهم النفسية

fede46bb0accdace3a2fb5f3dc689f57-1757939952.jpeg
حجم الخط

وكالة خبر

 أوقف الجيش الإسرائيلي خدمة الآلاف من جنوده النظاميين، بينهم جنود تم تسريحهم من الخدمة العسكرية بسبب حالتهم النفسية، ونُقل آخرون إلى وحدات أخرى غير قتالية، لكن ضباطا أفادوا بأن تقديرات الجيش حول عدد هؤلاء الجنود النظاميين منقوصة، وأن عددهم أكثر من آلاف، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين.

وقال جنود، الذين تحدثوا للصحيفة، إنهم أدركوا في الأشهر الأخيرة أنه لم يعد بمقدورهم الاستمرار في الخدمة في وحدات قتالية، وفسر معظمهم ذلك بأنهم مرهقون أو بوضعهم النفسي، وقال جنود آخرون، عددهم قليل نسبيا، إن قرارهم بوقف خدمتهم العسكرية نابع من "إصابات أخلاقية خدشت روحهم".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الظاهرة منتشرة في وحدات الجيش، وترسم صورة مختلفة عن بيانات الناطق العسكري. وقال ضابط في قيادة أحد ألوية سلاح المشاة إنه "عندنا فقط كان هناك عشرات الجنود الذين طلبوا الخروج من القتال، وهذه ظاهرة كانت موجودة دائما، لكن لم تكن أبدا بهذه الأعداد، وخرج هذا الأمر عن السيطرة. الجنود مرهقون ولم يعد بمقدورهم التحمل. ولا يمر يوما لا أسمع فيه عن جندي يستجدي من أجل نقله إلى وحدة غير قتالية".

وفي قسم من الحالات، نقل جنود إلى وحدات غير قتالية "ليس كافيا"، وفقا للصحيفة التي نقلت عن بيني، وهو جندي قناص في لواء "هناحال"، قوله إنه مع جنود آخرين ينفذون ينفذون المهمة نفسها، وهي "حراسة المساعدات الإنسانية في شمال القطاع"، التي تبدأ عند الساعة 3:30 قبيل الفجر، وترافقهم طائرات مسيرة صغيرة وقوة مدرعات لإقامة موقع قناصين.

وأضاف بيني أن شاحنات المساعدات تصل إلى مكان توزيع المساعدات بين 7:30 و8:30 صباحا، وتفرغ حمولتها، وفي هذه الأثناء يحاول سكان الوقوف في مكان متقدم في الطابور، لكن توجد أمامهم حدود لا يميزونها، "وهذا خط بإمكاني إطلاق النار عليهم إذا تجاوزوه. وهذا أشبه بلعبة القط والفأر. وهم يحاولون المجيء من طريق مختلفة في كل مرة، وأنا موجود هناك مع بندقية القناصين، والضباط يصرخون عليّ ’أنزله، أنزله’. وأطلق 50 – 60 رصاصة يوميا، وتوقفت عن عدهم. ولا فكرة لدي من قتلت، الكثير. وأطفال".

وتابع بيني أنه لم يُرد إطلاق النار مرات عديدة، "لكن شعرت أنني مجبر. وكان قائد الكتيبة يصرخ في جهاز الاتصال، ’لماذا لا تنزلونهم (تقتلونهم)، إنهم يتقدمون نحونا، وهذا خطير’. والضابط لا يهمه أن يموت أطفال، ولا يهمهم ماذا يفعل ذلك بنفسيتي، وبالنسبة لهم أنا مجرد أداة".

وأضاف أن "هذا قتلني وخدش حياتي. والأفكار حول كل هذا الموت لا تفارق رأسي، وأشمّ رائحة سيئة ورأسي يحلل ذلك كأنها رائحة جثث. لقد تبولت ثلاث مرات على نفسي أثناء النوم مثل طفل في الرابعة. وحتى أني حلمت مرة أنني أقتل عائلتي. وأرى في أحلامي جميع الذين قتلتهم. فالقناص ليس مثل الطيار، فهو يرى ضحاياه من خلال منظار البندقية".

وتبين من التقرير أن ضباط الجيش يضعون مصاعب أمام الجنود الذين يطلبون وقف خدمتهم العسكرية في قطاع غزة. وقال الجندي أهارون إنه التقى مع ضابط الصحة النفسية. "لقد استمع إلى أقوالي، لكنه قال إنني سأخسر إذا توقفت عن أن أكون مقاتلا، وخرجت من اللقاء غاضبا لأن لا أحد يراني وأنني مجرد هواء".

وأضاف أهارون أنه تحدث مع قائد الكتيبة، "وقال لي أنني سأندم على ذلك طوال حياتي، وإذا حدث شيئا لزملائي فإنني لن أسامح نفسي وأن هذا سيلاحقني، لكن بعد أن أجهشت في البكاء قال إنه سينقلني إلى وحدة لوجستية".

وقال جندي في سلاح المدرعات طلب وقف خدمته العسكرية إن "قائد الكتيبة قال لي إنه إذا لم أعد إلى الدبابة، فإنه سيرسلني على صاروخ إلى السجن، وسيهتم بسحب بطاقة المقاتل مني. وأفكر بين حين وآخر بأن أكسر ساقي. وجربت ذلك مرة لكني لم أنجح".