أصدر بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس بياناً حول الإعلان عن انتهاء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وذلك بعد جهود بذلها المجتمع الدولي لوقف العدوان الذي تجاوز العامين وأدى لاستشهاد وإصابة مئات آلاف المدنيين.
وجاء في البيان الذي وصل وكالة "خبر" نسخة منه: "نحن، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، نتشارك مع الملايين من أبناء منطقتنا التي أنهكتها الحروب، ومع مئات الملايين حول العالم، فرحتهم بإعلان وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى".
وأضاف البيان: "نغتنم هذه المناسبة لنعرب عن تقديرنا البالغ للجهود العظيمة التي بذلها المجتمع الدولي، بكل أطرافه، من أجل تحقيق هذا الإنجاز الكبير؛ ونأمل بكل ثقة أن تُشكّل المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مؤشراً حقيقياً على انتهاء الحرب على غزة، وأن تُحلّ أي خلافات مستقبلية بين الأطراف عبر الحوار والوساطة وضبط النفس الكامل، بعيداً عن أي تجددٍ للأعمال العدائية.
فقد عانت منطقتنا ما يكفي من ويلات الصراع، وحان الوقت لبدء مسيرة شفاء ومصالحة طويلة وضرورية بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وفيما يلي نص البيان حرفياً كما وصل وكالة خبر: «هو الذي يُبطل الحروب إلى أقاصي الأرض، يكسر القوس ويحطم الرمح، ويحرق التروس بالنار.
يقول: كفّوا واعلموا أني أنا الله، أتعالى بين الأمم وأتعالى في الأرض». (المزمور ٤٦: ٩–١٠) نحن، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، نتشارك مع الملايين من أبناء منطقتنا التي أنهكتها الحروب، ومع مئات الملايين حول العالم، فرحتهم بإعلان وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. ونغتنم هذه المناسبة لنعرب عن تقديرنا البالغ للجهود العظيمة التي بذلها المجتمع الدولي، بكل أطرافه، من أجل تحقيق هذا الإنجاز الكبير.
ونأمل بكل ثقة أن تُشكّل المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مؤشراً حقيقياً على انتهاء الحرب على غزة، وأن تُحلّ أي خلافات مستقبلية بين الأطراف عبر الحوار والوساطة وضبط النفس الكامل، بعيداً عن أي تجددٍ للأعمال العدائية. فقد عانت منطقتنا ما يكفي من ويلات الصراع، وحان الوقت لبدء مسيرة شفاء ومصالحة طويلة وضرورية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما نشعر بتشجيع كبير إزاء الالتزام الذي أبداه المشاركون في قمة شرم الشيخ التي دشّنت تنفيذ هذا الاتفاق، وجهود العديد من الفاعلين الدوليين، ونأمل أن تتحوّل هذه التعبئة العالمية اللافتة إلى عملية إنسانية واسعة النطاق توفّر الإغاثة العاجلة للفلسطينيين في غزة، ولغيرهم من المتضررين في منطقتنا الذين ما زالوا يعانون من التهجير والموت والإصابات والجوع وفقدان سبل العيش. لذا، ندعو إلى تدفّق سريع للمساعدات إلى قطاع غزة، بحيث لا يقتصر على الغذاء والمياه النظيفة والوقود والأدوية، بل يشمل أيضاً الملاجئ والمرافق الطبية المؤقتة، تمهيداً لإطلاق برنامج شامل وسريع لإزالة الركام وإعادة بناء المنازل والمنشآت والبنية التحتية المدنية المدمَّرة.
وفي الوقت نفسه، ننظر بقلق بالغ إلى تصاعد العنف في الضفة الغربية بالتزامن مع توسع المستوطنات هناك.
ومن هذا المنطلق، نوجّه نداءً صادقاً إلى جميع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي لتوسيع نطاق المفاوضات الحالية بحيث تشمل إنهاء الاحتلال في كلٍّ من الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب في سلام مع دولة إسرائيل. فبهذه الخطوة وحدها يمكن أن يتحقق سلام عادل ودائم في الأرض المقدسة وفي الشرق الأوسط بأسره. ونخصّ بكلمة تشجيع أبنائنا الذين يعيشون في كنيستي القديس برفوريوس الأرثوذكسية والعائلة المقدسة الكاثوليكية، والعاملين في مستشفى الأهلي الإنجيلي، مؤكدين أن ثباتهم في الإيمان وسط المعاناة التي لا توصف خلال العامين الماضيين شكّل لنا مثالاً يحتذى به. ونجدّد لهم صلواتنا ودعمنا، معلنين التزامنا بمواصلة العمل بإخلاصٍ وجِدّ لضمان أن تكون الأسابيع والأشهر المقبلة برهاناً على صدق ثقتهم بالعناية الإلهية.
وبهذه الروح، نتحد مع إخوتنا المسيحيين ومع جميع أصحاب النوايا الحسنة في العالم شاكرين الله العليّ الذي قادنا إلى هذه اللحظة المباركة، ونحن ندرك في الوقت ذاته أن مسيرة بناء السلام ما زالت في بدايتها. نسأل الله أن يمنحنا جميعاً النعمة والقوة لنكرّس أنفسنا مجدداً لهذه الرسالة السامية، كي يقودنا إلى العصر الذهبي للسلام الذي بشّر به الأنبياء والحكماء منذ القدم، والذي من أجله قدّم سيدنا المسيح حياته وقام من بين الأموات ليمنح البشرية حياةً جديدة. — بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس