كشفت وسائل إعلام عبرية، أنَّ وزارتي الخارجية والقضاء وجهات أمنية إسرائيلية، عقدت اجتماعاً بحثت فيه مسألة دخول الصحافيين الأجانب إلى قطاع غزّة بعد انتهاء الحرب، وذلك في ظلّ ازدياد الطلبات المقدّمة من وسائل إعلام دولية.
ووفق صحيفة "هآرتس"، فإنَّ ذلك يأتي في وقت تواصل فيه سلطات الاحتلال منع التغطية الميدانية المستقلة في قطاع غزّة، وسط مساعٍ حثيثة لفرض الرواية الإسرائيلية وطمس الحقيقة على مدى عامين من الحرب.
وقال مصدر مطّلع للصحيفة: "إنَّ وزارة الخارجية تؤيّد السماح بدخول الصحافيين"، لافتاً إلى أنَّ "اتجاهاً واضحاً في إسرائيل نحو الموافقة على ذلك بدأ يتبلور، في ظل إدراك متزايد بأنَّ استمرار المنع بات شبه مستحيل".
وبحسب التقرير، ترى جهات أمنية أنّ فتح معبر رفح ودخول قوات دولية إلى غزة سيجعلان من الصعب على "إسرائيل" الاستمرار في منع دخول الصحافيين، كما سيسمحان بنقل مواد وصور من داخل القطاع إلى الخارج.
وبيّنت هآرتس، أنَّ هذه الجهات تأخذ في الحسبان مزاعم وسائل إعلام أجنبية بأنَّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قال مؤخراً إنه سيتيح دخول الصحافيين الأجانب إلى القطاع خلال المرحلة المقبلة.
كما اعتبرت الصحيفة، أنَّ الخطر على الصحافيين في غزّة تراجع بعد توقف القصف الإسرائيلي، ما يزيل أحد المبرّرات التي استخدمتها إسرائيل لتبرير المنع؛ علماً بأنَّ قوات الاحتلال قتلت نحو 254 صحافياً وصحافية منذ بدء الحرب.
وتُدرك الجهات الإسرائيلية أنَّ التغطية المنتظرة من داخل غزّة قد تضرّ بصورة "إسرائيل" في الخارج وتزيد المواقف المناهضة لها، لذا أوصت بالاستعداد المسبق لتلك المرحلة عبر إعداد مواد تروّج للرواية "الإسرائيلية" بشأن الدمار وعدد الضحايا.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أنَّ مسؤولين أمنيين يرون أنَّ اطّلاع الصحافيين الأجانب على حجم شبكة الأنفاق التي كانت تحت سيطرة حركة "حماس" قد يُسهم في "تفهّم" مستوى الدمار الذي لحق بمناطق مثل جباليا وتل السلطان، التي دمّرها الجيش الإسرائيلي بالكامل.
ولفتت إلى أنَّ وزارة الخارجية تنتظر قرار نتنياهو، لحسم الموقف النهائي بشأن السماح أو منع دخول الصحافيين الأجانب إلى قطاع غزّة.
وعلى مدى عامين من الحرب، تحوّل الصحافيون في غزّة إلى هدف مباشر لقوات الاحتلال، حيث تُشير تقارير ميدانية وأممية إلى أنَّ الجيش الإسرائيلي استهدف الصحافيين والمؤسسات الإعلامية عمداً، رغم تمتعهم بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني.
يُذكر أنّه منذ بدء الحرب، لم تسمح "إسرائيل" للصحافيين الأجانب بالدخول إلا لمناطق خاضعة لسيطرة جيشها، وبمرافقة ناطقين عسكريين قيّدوا حرية التغطية ومنعوا البثّ المستقل.