"المنطقة المظلمة".. معضلة جثث الأسرى تهدد بتفجير اتفاق غزة

تنزيل (18).jpg
حجم الخط

وكالة خبر

كشف تقرير لصحيفة "هآرتس"، مساء اليوم السبت، أنه بعد قرابة أسبوع من تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة من خلال تسليم حماس للأسرى الأحياء وبعض الجثث التي بحوزتها حتى الآن، وإطلاق تل أبيب مئات الأسرى الفلسطينين، يبدو أن خطة ترامب دخلت فعليا "النفق المظلم"، والذي وصفته بأنه يكشف "الثغرات الفادحة" التي شابت خطة الرئيس الأمريكي المكونة من 20 بندا.

ويشير التقرير إلى أنه لا تزال هناك ثغرات كثيرة في مستقبل غزة القريب، ومجموعة كبيرة من الاستفهامات الحائرة من قبيل: من سيقود قوة الاستقرار الدولية؟ وكم من الوقت سيستغرق تشكيلها؟ وكيف ستمنع الولايات المتحدة حماس من استعادة المناطق التي تم إخلاؤها؟ وهل يستغل نتنياهو أزمة الجثث المفقودة لنسف كل شيء بعد استرجاعه الأسرى الأحياء؟.

تقسيم غزة لـ 3 مناطق
يواجه قطاع غزة اليوم تحديات كبيرة في ظل حالة "فوضى ما بعد الحرب" التي يعيشها القطاع المدمر، وترى الصحيفة أن دخول خطة ترامب ما أسمته مرحلة "العمل القذر"، وتأخر تشكيل قوات دولية لفرض الأمن في غزة، والتي قد تستغرق أشهرا عديدة وليس أسابيع كما كان متوقعا، مؤشرات على أن الاتفاق لن يصمد، أو قد يكتب له الاستمرار وفق ضوابط جديدة.

وأكد التقرير، أن الحقائق على الأرض تظهر أن حماس تسيطر على أجزاء من غزة انسحب منها الجيش الإسرائيلي، بينما تشير المعلومات الاستخبارية الأولية إلى أنها تحاول إعادة بناء أنفاقها وتصنيع قنابل من الكميات الهائلة من الذخائر الإسرائيلية غير المتفجرة.

ولفتت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب ناقشت هذا الأسبوع فكرة "مشروع تجريبي" في رفح، يقضي بإعادة بناء البنية التحتية بسرعة، بهدف نقل المدنيين "الفارين" من حكم حماس إلى هناك بمساعدة الجيش الإسرائيلي.

ونقلت عن مصادر أن هذه الفكرة ستفرض عمليا تقسيم غزة إلى ثلاث مناطق: واحدة تحت سيطرة إسرائيل من دون مدنيين، ومناطق تحت سيطرة حماس بها مدنيون، ومناطق أشبه بـ"الجنة" تحت السيطرة الأمريكية، مشيرة إلى أن هذه المستجدات تكشف أن خطة ترامب نفذت على عجل وبطريقة خاطئة جدا، فقد كان من الأولوية بمكان أن يتم نشر قوات دولية، قبل الإفراج عن الأسرى وتسليم الجثث، وهو ما لم يتم مما كشف الثغرات التي تعترض طريق نجاح اتفاق غزة.

معضلة الجثث
صحيفة هآرتس، اعتبرت أن قضية الأسرى القتلى تعد "شيطان الاتفاق"، فرغم أن إعادة الجثث جزء من الاتفاق، إلا أنه لا توجد آلية تنفيذ صارمة في هذه القضية، لذا فهي تعتمد إلى حد كبير على حسن نية حماس وضغط الوسطاء.

ونقل مصدر أمريكي قوله إنه خلال الأسبوع المقبل، سيتم إعادة "عدد محدود من الجثث"، وبعد ذلك "سنحتاج إلى جهد دؤوب" للعثور على البقية.

ولا تزال إسرائيل تجهل عدد الجثث التي لن تُعاد، ولا يعرف الإسرائيليون ما هي الخطة المُتبعة للتعامل مع هذه المسألة.

ووصف التقرير قضية الجثث بأنها "المنطقة المظلمة" التي قد يناور فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. إن أراد التقليل من شأن قضية إعادة الجثث، فبإمكانه ذلك، وإن فضّل تضخيمها وتصويرها على أنها انتهاك للاتفاق، بل وربما أزمة غير مسبوقة، فبإمكانه فعل ذلك أيضًا.