تتزايد التكهنات بإمكانية عقد لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لدى زيارة ترامب المقررة إلى كوريا الجنوبية المقررة الأسبوع المقبل.
وتُعد زيارة ترامب هذه هي أول رحلة له إلى آسيا منذ عودته إلى البيت الأبيض. وفي حال انعقاد مثل هذا اللقاء، فسيكون أول لقاء بينهما منذ يونيو/حزيران 2019، عندما التقيا في قرية بانمونجوم الحدودية في محاولة لاستئناف المحادثات النووية، والرابع على الإطلاق.
وقال وزير الوحدة الكوري الجنوبي، تشونغ دونغ يونغ: للصحفيين اليوم الجمعة: "إنّه يعتقد أن هناك احتمالًا كبيرًا للقاء ترامب وكيم خلال زيارة الرئيس الأمريكي لشبه الجزيرة الكورية الأسبوع المقبل".
وأضاف: "إنَّ كوريا الشمالية تراقب الولايات المتحدة عن كثب، وهناك عدة مؤشرات مختلفة تشير إلى إمكانية حقيقية لعقد اللقاء".
وتابع: "إنَّ تعليق الدوريات المدنية في المنطقة الحدودية وتصريحات كيم الأخيرة حول إمكانية استئناف المحادثات تُشير إلى تزايد فرص عقد لقاء".
وفي المقابل، لم تُلمّح واشنطن ولا بيونغ يانغ إلى أيّ استعدادات لمثل هذا الاجتماع خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المقرر عقدها في كوريا الجنوبية يومي الجمعة والسبت المقبلين.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، أعرب ترامب مرارًا وتكرارًا عن رغبته في "إعادة مسار الدبلوماسية مع كيم"، متفاخرًا بعلاقتهما الشخصية، واصفًا إياه بـ"الرجل الذكي". .
فيما كسر كيم صمته مؤخرًا بشأن هذه القضية، قائلًا: "إنّه يحتفظ بـ"ذكريات شخصية طيبة" مع ترامب، بل وألمح إلى أنه سيعود إلى المحادثات إذا أوقفت الولايات المتحدة "هوسها الوهمي بنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية".
كما صرح البروفيسور بان كيل جو من الأكاديمية الدبلوماسية الوطنية الكورية لوكالة أسوشيتد برس بأنه حتى لو لم يُعقد الاجتماع الآن، فقد يقرر كيم استئناف الحوار خلال مؤتمر الحزب الشيوعي المتوقع في يناير. ورغم عدم ملاحظة أي تحضيرات لوجستية غير عادية، ذكّر المعلقون وكالة أسوشيتد برس بأن اجتماع عام 2019 كان مقررًا أيضًا بعد يوم واحد فقط من تغريدة ترامب غير العادية التي دعا فيها كيم إلى الاجتماع.
ومنذ فشل تلك المحادثات، التي انتهت بخلافات حول العقوبات الأمريكية، سارع كيم إلى توسيع ترسانته النووية الصاروخية، ووطّد علاقاته مع روسيا والصين.
ويطلب الكوريون الشماليون من الولايات المتحدة الاعتراف بهم كقوة نووية، وهي خطوة تتناقض مع موقف واشنطن وسيول وطوكيو، الذي يشترط أي تخفيف للعقوبات بالتفكيك الكامل للبرنامج النووي.
أما كيم فيرى أنَّ ترامب قائد أمريكي استثنائي، قد يكون مستعدًا للتخلي عن مطلبه بنزع السلاح النووي بالكامل، بينما قد يرى ترامب في الاجتماع فرصةً لتحقيق إنجاز دبلوماسي في وقت يواجه فيه تحديات داخلية. مع ذلك،
ويحذر الخبراء من أن اتفاقًا محدودًا يقتصر على تجميد بعض برامج الصواريخ مقابل تخفيف العقوبات بشكل واسع قد يترك كوريا الشمالية مع ترسانة نووية قصيرة المدى تُهدد كوريا الجنوبية. ويحذر آخرون من أن مثل هذه الخطوة قد تُشجع أيضًا دعوات في كوريا الجنوبية واليابان لتطوير أسلحتهما النووية الخاصة إذا بدا أن كوريا الشمالية تكتسب شرعية نووية بحكم الأمر الواقع..
