تزامنا مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن ارتفاع في تجنيد الدروز من الجولان المحتل منذ اندلاع حرب غزة، تفجرت فضيحة جديدة كشفت عن إهانات وتمييز عنصري يتعرض له الدروز داخل صفوف الجيش.
ونشرت موخرا شهادة جندي احتياط درزي وصفه قائده بـ"إرهابي النخبة" أمام زملائه خلال حفل رسمي.
وقال الجندي أمل عطيلة، وهو رقيب أول شارك في حرب الإبادة على قطاع غزة، إنه تعرض للإهانة أثناء منحه رتبة جديدة في قاعدة "تل نوف" الجوية، حيث خاطبه قائده قائلا: "أنت تبدو كإرهابي النخبة"، وسط ضحكات الجنود الحاضرين.
وأضاف الجندي الدرزي في حديث للقناة 12 العبرية: "شعرت بأكبر إهانة في حياتي، خفضت رأسي من الإهانة، ولم أصدق أن ما سمعته صدر فعلا من ضابط في جيش يفترض أنه جيشي أيضا".
وأوضح عطيلة أنه لم يتلق أي اعتذار رسمي، وأن الحادثة تركت فيه شعورا بالاغتراب داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وقال: "أنا أقاتل من أجل هذه الدولة، ومع ذلك ينظر إلي كغريب أو إرهابي. هذا مؤلم ومهين".
من جهته، قال محامي الجندي نمرود هان إن ما حدث يمثل "تصريحا عنصريا فاضحا يشبه جنديا درزيا مخلصا بداعشي أو إرهابي قاتل"، داعيا المحكمة إلى توجيه "رسالة حازمة بأن هذه الإهانات لا يمكن أن تمر دون عقاب".
ويأتي الحادث في وقت يسجل فيه الجيش الإسرائيلي قفزة كبيرة في أعداد الدروز المجندين من هضبة الجولان السورية المحتلة، إذ انضم منذ حرب الإبادة على غزة نحو 150 درزيا إلى الجيش، بينهم 120 في الاحتياط و30 في الخدمة النظامية، مقارنة بأربعة فقط قبل الحرب.
ورغم أن الدروز في الجولان السوري المحتل لا يخضعون للتجنيد الإجباري، لكن بعضهم انخرط في الوحدات القتالية وسلاح الجو والخدمات الطبية في الجيش خلال الحرب على غزة.
لكن هذه الحادثة تسلط الضوء على الفجوة المتزايدة بين خطاب "الشراكة" الذي تروج له المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، والواقع الميداني الذي يكشف عن عنصرية وإقصاء حتى ضد من حملوا السلاح دفاعا عنها.
