تحول انتخابي حاسم في أميركا: الديمقراطيون يتقدمون وترامب يتراجع

تنزيل (20).jpeg
حجم الخط

وكالة خبر

في تحول لافت في المزاج السياسي الأمريكي، أظهرت نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة أن الناخبين بدأوا بالابتعاد عن تيار الرئيس دونالد ترامب، مانحين الحزب الديمقراطي انتصارات حاسمة في ثلاث ولايات رئيسية. هذه النتائج لا تعكس فقط تغيراً في التوجهات الشعبية، بل تمثل مؤشراً مبكراً على ما قد تشهده انتخابات الكونغرس المقبلة من إعادة رسم للخريطة السياسية في واشنطن.

حقق الحزب الديمقراطي فوزاً ساحقاً في ثلاث معارك انتخابية بارزة مساء الثلاثاء، في ما اعتبره مراقبون دفعة قوية للحزب وتوبيخاً صريحاً للرئيس ترامب وسياساته.

في مدينة نيويورك، فاز زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 34 عاماً، بمنصب رئيس البلدية، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب في أكبر مدينة أمريكية. ممداني تفوق على الحاكم السابق آندرو كومو الذي ترشح كمستقل بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية، في مواجهة عكست صراعاً بين جيلين وتوجهين داخل الحزب الديمقراطي.

وفي ولاية فرجينيا، فازت الديمقراطية المعتدلة أبيغيل سبانبرجر بمنصب الحاكم، لتسجل سابقة تاريخية كأول امرأة تتولى هذا المنصب. سبانبرجر، وهي عضوة سابقة في الكونغرس وضابطة سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية، تغلبت بسهولة على منافستها الجمهورية وينسوم إيرل سيرز.

أما في نيوجيرسي، فقد انتزعت الديمقراطية ميكي شيريل منصب الحاكم، معيدة الزخم لحزبها بعد سلسلة من الانتكاسات السابقة.

هذه الانتصارات الثلاثة تمثل اختباراً مبكراً لاستراتيجيات الحزب الديمقراطي قبل انتخابات التجديد النصفي في 2026، والتي ستحدد مستقبل السيطرة على الكونغرس. وقد ركز المرشحون الديمقراطيون على القضايا الاقتصادية، لا سيما تكلفة المعيشة، في حملاتهم، مما ساهم في جذب شرائح واسعة من الناخبين.

الفوز المتنوع بين التوجه التقدمي الذي مثله ممداني، والاعتدال الذي جسدته سبانبرجر وشيريل، يعكس قدرة الحزب على استيعاب الطيف السياسي داخل صفوفه، في وقت يواجه فيه ترامب وتياره تراجعاً واضحاً في التأييد الشعبي.

زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وصف هذه النتائج بأنها "رد قوي على سياسات الرئيس ترامب"، بينما حاول ترامب تبرير الخسارة عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، ألقى فيه باللوم على غيابه عن بطاقات الاقتراع والإغلاق الحكومي المستمر.