"لن نقبل بتصفية القضية الفلسطينية"

وزير الخارجية المصري يوضح موقف بلاده من نشره قوات دولية في غزة

وزير الخارجيةا المصري بدر عبد العاطي
حجم الخط

القاهرة - وكالة خبر

صرّح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أنّ العلاقات بين القاهرة و"تل أبيب" شهدت احتقانًا غير مسبوق في أعقاب حرب غزة، مؤكدًا أن مصر ما زالت ملتزمة بمعاهدة السلام لكنها لا تخفي غضبها من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في القطاع.

وقال عبد العاطي في مقابلة على قناة إم بي سي مصر ضمن برنامج "يحدث في مصر"، إنّ "أحداث السابع من أكتوبر وما تلاها من جرائم وفظائع بحق المدنيين في غزة انعكست بشكل مباشر على العلاقات الثنائية مع إسرائيل".

وأضاف أنّ مستوى التواصل بين الجانبين تأثر بشدة نتيجة "السياسات المتطرفة التي تتبناها بعض الدوائر داخل الحكومة الإسرائيلية"، مؤكدًا وجود فرق واضح بين إدارة العلاقات الدبلوماسية وبين معاهدة السلام ذاتها بقوله: "المعاهدة قائمة وملزمة للطرفين، ومصر تحترم التزاماتها بالكامل، كما تنتظر من إسرائيل أن تلتزم هي الأخرى بها".

وتابع أنّ القاهرة أبلغت واشنطن بشكل رسمي رفضها القاطع لما وصفها بـ"الادعاءات المغرضة" حول خرق مصر لمعاهدة كامب ديفيد، موضحًا أن تلك المزاعم "لا أساس لها من الصحة ومخالفة للواقع تمامًا".

وأوضح أنّ حالة الاحتقان الحالية سببها "الكوارث الإنسانية التي تشهدها غزة"، بالإضافة إلى "تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين اليمينيين الذين يروجون لمعلومات مضللة حول الدور المصري"، لافتًا إلى أن بلاده "لن تسمح لأي طرف بتشويه مواقفها أو التشكيك في التزامها التاريخي تجاه السلام".

وفي ما يتعلق بجهود وقف إطلاق النار، بيّن عبد العاطي، أنّ تثبيت الهدنة يتطلب وجود مراقبين دوليين محايدين لضمان التزام الطرفين، مشيرًا إلى أن مصر "تدعم فكرة نشر قوة استقرار دولية في قطاع غزة لمراقبة تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار".

وأردف: "ندعم الفكرة بقوة، وليس بالضرورة مشاركة مصر فيها، لأنها مشروطة بعوامل عدة ومتطلبات أمنية وسياسية محددة"، مشدّدًا على أنّ القاهرة تساند جهود تمكين الشرطة الفلسطينية من إدارة شؤون القطاع.

وأشار إلى أنّ "مصر دربت نحو خمسة آلاف عنصر فلسطيني يمكنهم المساهمة في حفظ الأمن وإدارة المعابر بعد التهدئة".

وتطرق عبد العاطي، إلى موقف بلاده من حركة حماس، موضحًا أن مصر تتعامل مع الحركة "من منطلق وطني واستراتيجي يهدف إلى حماية مصالح الشعب الفلسطيني، بعيدًا عن أي خلافات فصائلية".

وأكّد على أنّ "القاهرة لن تقبل تحت أي ظرف بتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم"، لافتًا إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي "بالتدخل بكل الوسائل الممكنة لحماية المدنيين الفلسطينيين واحتواء الأزمة، ومنع تنفيذ أي مخطط يهدف إلى التطهير العرقي أو فرض واقع جديد في القطاع".

وشدّد وزير الخارجية المصري، على "مصر ستبقى صوت العقل والاتزان، وستواصل تحركاتها السياسية والدبلوماسية لوقف نزيف الدم في غزة وصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".