تعيش المعارضة في الجزائر ضغطاً كبيراً بعد نزولها المتكرر إلى الشارع، الخطوة أثارت حفيظة السلطات التي دعتها "إلى تغليب مصلحة الوطن على أيّ مصالح أخرى". وجاء رد المعارضة بتحدي خطاب السلطة والدعوة إلى التظاهر يوم الثلاثاء تضامناً مع سكان الجنوب.
وصفها الرئيس الجزائريّ في رسالة من رسائله بأنها "تمارس سياسة الأرض المحروقة"، ودعاها الأمين العامّ لحزب السلطة إلى تهذيب عملها السياسيّ، وإلى تغليب المصلحة الوطنية المعارضة في الجزائر في قفص الإتهام بعدما دعت إلى مليونية ضدّ الغاز الصخريّ وإلى إجراء إنتخابات رئاسية مبكّرة.
ويشير الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني "لماذا نحن في الجزائر لم نستطع أن نعمل سياسة مهذبة؟
المعارضة إستهجنت خطاب الرئيس بوتفليقة ورأت أن ردّ فعل السلطة العنيف ينمّ عن قلق واضطراب. داعيةً إلى إحتجاجات شعبية جديدة في كافة الولايات تضامناً مع سكان الجنوب المناهضين لإستكشاف الغاز الصخريّ.
ورأى رئيس حزب "جيل جديد " جيلالي سفيان أن " المعارضة أصبحت منذ سنة متكتلة وعلى كلمة واحدة. وهناك أرضية مكتوبة نقترح عدة مسالك للخروج من الأزمة اليوم المعارضة تذهب إلى الشعب شفناها في الجنوب في عين صالح في ورقلة".
معركة شدّ وجذب تعيشها المعارضة في الجزائر. هذه الأخيرة لم تستطع لمّ شتاتها فتوجهت إلى الشارع وقصفت كلّ مساعي الحوار بحسب محللّين.
وقال أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية السعيد مقدّم "المعارضة في الجزائر مشتتة وغير منسجمة و تفتقر إلى برامج وإستراتيجيات واضحة المعالم يجب على الأحزاب أن تتفق".
مهما إختلفت المعارضة والسلطة في الجزائر على قضايا جوهرية فإنّ المميّز هو بقاء الوحدة الوطنية قاسماً مشتركاً في خطاب الطرفين .
المعارضة إذن، تحت ضغط السلطة، بحسب مراقبين، إنقلبت الموازين بعد رسالة الرئيس بوتفليقة الأخيرة التي رمى فيها الكرة في ملعب المعارضة و دعاها إلى التنظيم والإلتفاف حول مصلحة الوطن لفتح باب الحوار .