كشفت صور أقمار صناعية حديثة، أنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر أكثر من 1500 مبنى داخل المناطق الخاضعة لسيطرته في قطاع غزّة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر 2025، وذلك في انتهاك واضح لبنود الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا.

ووفق تحليل قسم التحقيقات في "بي بي سي"، فإنَّ أحياءً كاملة في المناطق الشرقية من جباليا وغزة وخانيونس ورفح سُوِّيت بالأرض خلال أقل من شهر، رغم أنّها لم تشهد أيّ عمليات عسكرية جديدة بعد وقف النار.

وأظهر التقرير أنَّ الدمار الذي رُصد في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال لا يمكن تبريره بالعمليات القتالية، لافتاً إلى أنَّ الصور تُظهر نمطاً ممنهجاً من التجريف والهدم الواسع للمباني السكنية والبنية التحتية، بما يوحي بتطبيق سياسة "الأرض الفارغة" أو إزالة الأحياء الفلسطينية من الوجود الميداني.

وأوضح خبراء تحدثوا لـ"هيئة الإذاعة البريطانية"، أنَّ هذه الممارسات قد تشكل انتهاكاً خطيراً لبنود وقف إطلاق النار، وقد ترقى إلى مستوى جريمة حرب، لكونها تتم خارج نطاق القتال وتستهدف مناطق مدنية بالكامل.

كما أشارت "بي بي سي" إلى أنَّ العدد الفعلي للمباني المدمرة قد يكون أعلى بكثير من 1500، بسبب عدم توفر صورٍ فضائية محدثة لجميع مناطق القطاع، مُوضحةً أنَّ ما جرى توثيقه حتى الآن يمثل جزءاً من حجم الدمار الحقيقي.

وارتكتب الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً واعتقالاً، رغم النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

يُذكر أنَّ حرب الإبادة أدت لاستشهاد وإصابة أكثر من 239 ألف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، عدا عن نحو 11 ألف مفقود، بالإضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلاً عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.