قلنا سابقا ونقولها اليوم أن الحرب على الفلسطيننين لم تنتهي ولم تتوقف ولم تبدأ مع السابع من اكتوبر 2023 ولن تنتهي , هي حرب متمرحله ،فهي كانت قائمة منذ 48 ولا زالت , فالقتل والتطهير والتهجير هي استراتيجية سياسية وعسكريه وعقيدية لدى الكيان , وهي ترجمات لما كان يؤمن به المؤسسين الاوائل من الصهاينه واليوم يؤمنون به أحفادهم من نازيي العصر الحديث ’ وسيبقى القتل والتهجير والتطهير سياسة قائمة سواء كان هناك مقاومة قائمة أو غير قائمه ’ والكيان لا ينتظر من أحد أن يوفر له الفرص أو الاعذار , ومهما قدم لهذا الكيان من تنازلات فلن نستطيع أن نسد الذرائع في حرب الابادة المستمرة والمتدرجة طالما أن الكيان يعمل استراتيجيا على تحقيق أهدافه المعلنة والمضمرة والاستراتيجيه والمتمثلة فى افراغ الفلسطينيين من ارضهم التاريخيه أكان ذلك بالضفة الغربيه أو قطاع غزة أو شعبنا بال48 , فأرض الميعاد هي عنوان المهمة التوراتية والالهية التي اعطتهم هذه الارض كما يؤمنون ويتصورون , وعليهم تحقيق هذه الرغبة الربانيه , ولا يهم شكل ووسائل هذه المهمة الربانيه لديهم ’ فالغاية تبرر الوسيله والتوراة وموشى بن نون يبررا الوسيلة والتطهير , وجميع المؤسسين منهم ونتنياهو آخرهم اعلنوا أن هذه الحرب هي حرب الوجود وحرب الاستقلال الثانيه , وعليه فهي حرب تلد أخرى حتى تتحقق اوهامهم بطرد الشعب الفلسطيني من أرضه ’ فإذا كانت الظروف السياسيه غير مواتيه أحيانا لتنفيذ سياساتهم , فإن هذا لا يعني أنهم قد تخلوا عن استراتيجيتهم المتمرحلة وفقا للظروف المواتيه , وما يجعل الكيان اليوم يواصل حربه القديمة الجديدة يعود الى أن الظروف العربية مواتية اكثر من أي وقت مضى , مما يتيح للكيان أن ينفذ سياساته بأريحية غير عاديه ودون أية مقاومة عربيه عمليه أو سياسيه ’ سيما وأن زعماء الكيان قد أيقنوا أن أعلى درجات المقاومة للانظمة العربية بالكاد تصل الى مرحلة التنديد كأقوى سلاح يملكه العرب منذ قرون
قلنا أن الحرب لم تنتهي بعد والتهجير لم ينتهي كأحد مفردات الحرب , والاقتلاع عنوة أو طوعا عبر التضييق على حياة السكان سيبقى عنوان المرحلة القادمه , واليوم يتفنن الكيان في اختلاق وسائل التهجير فيعلن عن ما يسمى " مؤسسة مجد اوروبا " التي تعمل على تهجير السكان بدون ضجيج وتحت ادعاءات انسانيه والتي تتلاقى مع خطة ترامب عن التهجير الطوعي , وقد تزامن هذا الاعلان للمؤسسة مع مصادقة الكنيست على مقترح وزير الدفاع كاتس بضرورة إنشاء " مديرية التهجير " التي وظيفتها تهجير ابناء غزة الى دول ثالثه وقد سجلت أكثر من رحلة جوية عبر مطار رامون الى اكثر من دولة ..
والفصول لهذه الحرب لا زالت تتوالى واخطرها هي الحرب على الوعي وإنكار السردية الفلسطينيه
