المنخفض الجوي يجدد المعاناة.. خيام النازحين تغرق في غزة

thumbs_b_c_534a19e4b63d89b07cca61b4cf7516d3.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

شهد قطاع غزة اليوم الإثنين موجة من المعاناة الجديدة، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة بغرق المئات من خيام النازحين، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع، في ظل المنخفض الجوي الجديد وهطول الأمطار وسط الرياح الشديدة.

وتشهد مناطق متعددة في غزة منذ أيام غرق مئات الخيام جراء هطول الأمطار، حيث عاش النازحون في الخيام وضعًا صعبًا للغاية، نتيجة عدم تدخل أي جهات دولية لتلبية احتيجات القطاع وتوفير خيام صالحة للسكن أو بيوت متنقلة وتنصل الاحتلال الإسرائيلي من التزاماته.

وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، إن المواطنين في قطاع غزة يواصلون معاناتهم الإنسانية القاسية مع تجدّد المنخفضات الجوية وتداعياتها الخطيرة على مئات آلاف النازحين، في وقتٍ يتزامن فيه ذلك مع استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي وتنصّله الواضح من التزاماته الإنسانية والقانونية، ما يضاعف حجم الكارثة ويحول الظروف الجوية إلى عامل تهديد مباشر لحياة المدنيين.

وأضاف الثوابتة في حديث لوكالة "صفا"، أن تجدد المنخفض الجوي يكشف مرة أخرى هشاشة واقع النزوح القسري الذي فُرض على شعبنا بفعل التدمير الممنهج للمنازل والبنية التحتية، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف نازح في خيام مهترئة ومراكز إيواء بدائية لا توفّر الحد الأدنى من الحماية من الأمطار والرياح والبرد، وسط غياب متعمّد لمستلزمات الإيواء الطارئة نتيجة استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الخيام والبيوت المتنقلة والكرفانات.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تلتزم سلطات الاحتلال بتعهداتها الواردة في التفاهمات الإنسانية، نشهد تصعيداً في الخروقات الميدانية، واستمراراً في سياسة العرقلة والمنع، بما يشمل تعطيل إدخال مواد الإغاثة والإيواء.

وشدد الثوابتة، على أن ذلك يُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ويحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن أي خسائر بشرية أو إنسانية ناجمة عن هذه الظروف.

ولفت إلى أن ما يجري في قطاع غزة هو واقع كارثي مركّب ناتج عن تلاقي العامل المناخي مع سياسات عقاب جماعي ممنهجة يرتكبها الاحتلال، تُحوّل كل منخفض جوي إلى خطر يهدد الأرواح، وتضع عشرات آلاف الأسر أمام معادلة قاسية، سواء الغرق، أو الانهيار، أو البرد القاتل.

وأكد الثوابتة أن استمرار الصمت الدولي والتقاعس عن إلزام الاحتلال بفتح المعابر وتنفيذ التزاماته الإنسانية يرقى إلى مستوى التواطؤ غير المباشر مع هذه المعاناة.

ودعا الأمم المتحدة ووكالاتها، والدول الضامنة، والمنظمات الدولية، إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية بشكل عاجل، واتخاذ خطوات عملية وفورية لتأمين الإيواء الآمن وحماية المدنيين، قبل أن تتفاقم الكارثة مع أي منخفضات قادمة.

وفي وقت سابق أمس، حذّر الراصد الجوي عاصم عصيدة، من مخاطر تجدد الفيضانات في قطاع غزة، وذلك ابتداءً من اليوم الإثنين ضمن منخفض جوي بارد.

وقال عصيدة في حديث لوكالة "صفا"، إن تركيز الهطول المطري في الفترة ما بين مساء الاثنين وحتى ظهيرة الثلاثاء سيكون على مناطق قطاع غزة حيث يخشى من تشكل السيول والفيضانات، بالإضافة للمخاوف ذاتها في مناطق جنوبي الضفة والنقب.

وأشار إلى أن الهطولات المطرية تتراجع ابتداءً من ساعات بعد ظهر الثلاثاء، على أن يتجدد الهطول خلال ساعات ليلة الثلاثاء على الأربعاء.

وأوضح أن يوم الأربعاء من المتوقع أن تهطل أمطار محلية على عدة مناطق وخاصة الجنوبية بما فيها قطاع غزة، مع أجواء باردة إلى باردة جداً ورياح شمالية غربية إلى شمالية، على أن ينحسر المنخفض يوم الخميس القادم مع بقاء الأجواء الباردة.