بقلم: جدعون ليفي
تباً لقد أخطأت. عمليا لم أخطئ، بل كذبت. أعترف للبروفيسور آسا كيشر لأنه أظهر كذبي. وصفتُ ما يحدث، الآن، في مفترق «غوش عتصيون» مع الجنود المسلحين والكلاب والتحصينات وكتبت أن الفلسطينيين لن يتنازلوا أبدا عن المفترق الذي انشئ بالقوة على اراضيهم (دوار المدينة، «هآرتس»، 3/3).
عندها جاء البروفيسور المعروف بالفلسفة الذي عادة لا يفوت دقيقة في قراءة مقالات جدعون ليفي الدعائية في «هآرتس»، حتى مقالات الدعاية التي لا أهمية لها (صفحة الفيسبوك الخاصة به). وقد شذ عن القاعدة «فقط لأن صديقا عزيزا وحكيما قال له أن يقرأ المقال».
أشكر ايضا ذلك الصديق الحكيم لكيشر على ذلك. باختصار، مفترق الغوش هو في الاصل لجد آسا. «في العام 1926 خرج رئيس جمعية زخرون دافيد، الحاخام مناحيم كيشر (جدي) مع محام الى مغدال عدار. وفي المكان اجتمع عشرة عرب في غرفة كبيرة وهم اصحاب الارض... كل واحد حصل على حصته من المال النقدي ووقع على بيع الارض في مغدال عدار». كيش يقتبس من كتاب «مناطق متروكة»، ويضيف: «مغدال عدار هي اليشوف اليهودي الاول الذي قام في (غوش عتصيون)... كان اليشوف قائما بالضبط في المكان الذي يوجد فيه اليوم مفترق (غوش عتصيون). جدعون ليفي يكذب». ضربة قاضية.
ليس احتلالا وليس اقتلاعا وليس قمعا وليس سرقة اراض، فقط صدق تاريخي ونهاية سعيدة في مفترق الغوش. الارض التي سرقت أعيدت لاصحابها اليهود الذين جاؤوا إليها في العام 1948. ولا يوجد حق للفلسطينيين عليها. سافروا بسلام أيها المستوطنون في مفترقكم فكله لكم. صاحب البيت، حفيد الحاخام مناحيم، أورثكم إياه. وأثبت من جديد أنه صاحب اخلاق وأدب. لا يوجد افضل من الدكتور في صياغة الكود الاخلاقي الحقيقي لاسرائيل. لا يوجد أنسب منه في التعبير عن الاخلاق المزدوجة بشكلها الوقح والقومي المتطرف. بعد أن أعد كيشر كل شيء وكل جريمة حرب من قنابل الخردل وحتى قتل الاولاد في غزة، ذكرنا ما نسيناه: الاملاك المتروكة يجب أن تعود لأصحابها.
من اضطر الى ترك بيته في الحرب، كما حدث لجد آسا، من حقه الحصول على ارضه والعودة الى بيته. هل يوجد ما هو أصدق من هذا؟. يجب ألا تكون مسؤولا عن كتيدرائية الاخلاق المهنية في الجامعة لفهم هذا الجزء في نظرية العدل الطبيعي. فبفضل هذا العدل عاد اليهود الى الحي اليهودي في القدس والخليل وطردوا السكان من هناك، كما يفعلون الآن في الشيخ جراح ايضا – لماذا الشيخ جراح؟ فهو حي الصديق شمعون، حيث إن محكمة العدل العليا قالت إن الحديث يدور عن عمل عادل وقانوني من الدرجة الاولى. آمل أن أكون أحد طلاب كيشر من اجل استكشاف نوره وافكاره كما تُطبق بالكامل. أريد أن تتبنى اسرائيل الكود الاخلاقي السامي له: كل أملاك تم أخذها، كل ارض متروكة، سواء هرب اصحابها أو طردوا منها بالقوة – تُعاد لهم.
إن حكم مفترق «الكاستينا» مثل حكم «غوش عتصيون»، منطقة الطالبية مثل منطقة الشيخ جراح، البيت الاخضر في يافا والبيت الاخضر في تل ابيب يجب أن تعود لاصحابها بالضبط مثل بيت هداسا وحي أبونا ابراهام في الخليل. من هنا ومن هناك ايضا هرب الناس أو تم طردهم. وهنا وهناك ايضا لهم الحق في العودة. أنا على قناعة أن كيشر سيؤيد هذا الاجراء بكل قوته. فهو مسؤول الاخلاق في اسرائيل. ولا أحد لديه شك أن نظريته عن العدل وضعت لليهود فقط.
عن «هآرتس»