بقلم: أسرة التحرير
اتخذت وزيرة الثقافة والرياضة، ميري ريغف، منذ تسلمها مهام منصبها خطاً كدياً تجاه منتجي الثقافة والمؤسسات الثقافية في ظل اطلاق شعارات مثل «العدالة الثقافية»، «حرية التمويل» و «نقل الميزانيات من المركز الى المحيط».
لمن ضج من تصريحاتها الكفاحية، التي تصف – في خلاف شبه تام مع الوضع في الواقع – عموم منتجي الثقافة في اسرائيل كمتآمرين على شخصية الدولة وقيمها كدولة يهودية وديمقراطية، شرح مؤيدوها بان اقوالها ترمي الى ان تخدمها في مركز حزبها وفي اوساط مقترعيها، وأن الوزيرة في اساس الامر تنجح في رفع الثقافة الى مركز جدول الاعمال الوطني.
وعلى حد قولهم ينبغي فحص سياسة وزارتها حسب الافعال، وليس حسب التصريحات. غير أنه منذئذ نشرت وزارة الثقافة اقتراحاتها لتغيير مقاييس توزيع ميزانيات المسرح والفن انطلاقا من تجاهل تحفظات النشرات المهنية للوزارة نفسها. بعض الاقتراحات تعكس ضررا شديدا بالابداع المستقل من خلال الغاء الدعم لجمعية النحاتين المستقلين والمسرح من خلال صندوق يهوشع ربينوفيتش.
وقال مدير عام وزارة الثقافة، يوسي شرعابي، في مناسبة الطاولات المستديرة في مؤتمر اسرائيل للثقافة لصحيفة «هآرتس»، والذي عقد أول من امس، ان الوزارة لم تمس بطرق تمويل الابداع المستقل كونها تقيم صناديق خاصة بها تلبي احتياجات المبدعين المستقلين في مجال الرقص والمسرح.
غير أن هذه الاقوال لا تزال حاليا في نطاق الوعود التي لم تتحقق بعد، بينما عززت البيانات عن وقف طرق الدعم الانطباع بان هدف وزارة الثقافة هو تقييد حرية الابداع والسيطرة على الابداع من خلال توزيع الميزانيات. وكانت تصريحات الوزيرة ريغف في بداية المؤتمر، تحت العنوان الذي اختارته – «كفى للهراء» – استمرارا مباشرا لتصريحاتها السابقة: تأكيد الفصل بين الثقافة «خاصتنا»، دون تبيين من تقصد حين تقول: «نحن» و «هم». وتناولت ريغف عنوان الندوة، «ثقافة تتطلب الاستقلال» وادعت: «ليس ثقافتكم تتطلب الاستقلال. ثقافتكم تتطلب تمويلا حصريا. هذه قصتكم. بينما الثقافة الاخرى، التي على مدى السنين اسكتت واقصيت هي التي تتطلب الاستقلال».
من المؤسف ان نتبين بانه بدلا من مساعدة عالم الثقافة الذي يكافح في سبيل بقائه لتنشغل الوزيرة بنثر رسائل الانقسام والاتهامات الغامضة. خلافا لمحاولات مدير عام وزارة الثقافة تهدئة الخواطر أثبتت وزيرة الثقافة ريغف مرة اخرى بان لا مصلحة لها بحوار حقيقي مع مؤسسات الثقافة والابداع وانها تعادي العاملين فيها. وكل هذا في ظل اظهار انعدام الاطلاع وانعدام الرغبة في معرفة المجال والعمل على تطويره وليس هدمه.
عن «هآرتس»