قبل أيام، كان الاعتقاد السائد أنّ اللبنانيين لين الحايك وغدي بشارة هما الأقل حظاً بين المتأهلين الستّة في برنامج "ذا فويس كيدز"، لأسباب عدّة ليس أقلّها أن غدي يغنّي بلغة أجنبيّة أثبت المتلقّي العربي أنّه لا يحتاجها من المشتركين العرب في برامج الهواة، ولأنّ الجمهور اللبناني أثبت أنّه قلّما يقود مشتركاً إلى الفوز، حيث لا مقارنة بالجماهير السوريّة والعراقية والمصرية، التي صوّتت بكثافة لمشتركيها.
بدت للوهلة الأولى الطفلة العراقية ميرنا حنا الأقرب إلى الفوز، إذ روّجت لها المحطّة من اليوم الأوّل، على أنّها الطفلة التي هربت من العراق مع عائلتها من التنظيمات الإرهابية، فنجحت في خطف قلوب المشاهدين، حيث وصل عدد المشاهدات على الفيديو الذي أطلّت فيه ميرنا في مرحلة اختبار الصوت إلى 45 مليون مشاهدة، متفوّقة كل كل زملائها.
وكان أيضاً للطفلين السوريين أمير عموري وزين عبيد حظوظ بدت أكبر من حظوظ لين من حيث نسبة المشاهدة على اليوتيوب أيضاً.
فقد تعاطف الجمهور معهما كونهما سوريين هجرا بلادهما مع بداية الحرب، لحثّ المشاهدين على التصويت له لاستعادة بعضاً مما فقداه حين تركا خلفهما وطناً وذكريات.
إلا أنّ المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي، كان يلمس انقساماً سورياً حاداً حول المشتركين، خصوصاً زين الذي أثيرت حوله علامات الاستفهام بعد أن دعمه الفنان جورج وسوف المقرّب من النظام السوري للفوز.
وبدا زين في خانة الاتهام، تماماً مثل المشتركة غنى أبو حمدان التي انتشر لها فيديو وهي تغنّي في حضرة أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري، وهو ما أجّج حملة ضدّها ربّما لم تصل إلى الفنانة نانسي عجرم التي أقصتها من المباراة لصالح زين عبيد الذي حوصر في الخانة نفسها كمشروع مغنّ في بلاط الحاكم، حكم لم يراع طفولة زين الذي لم يفقه ممّا يجري في سوريا سوى أنّه حرم كسائر أطفال بلده من طفولته.
وانقسم الصوت السوري بين أمير وزين، وبين معتكف يعتبر أنّ التصويت في فترات الحرب رفاهية لا يقدر عليها، رغم أن التصويت للمشتركين لم يكن حكراً على السوريين فحسب.
بدورها كانت المشتركة المصريّة جورية حمدي الأقرب إلى الفوز لأنّ الجمهور المصري معروف بحماسته للتصويت لابن بلده، إلا أن الجمهور خذل جورية التي خذلته بأداء ضعيف في الحلقة الأخيرة، فأقصيت من المرحلة الأولى، لينحصر التصويت بين اللبنانية لين والسوريين أمير وزين.
ولأنّ لين تمتلك صوتاً نادراً ودعماً من الفنان كاظم الساهر، كان لها الحظ في أن يصوّت لها محبّو كاظم لتكسب في نهاية الجولة رغم أنّ كثيرين رأوا في فوز لين أمراً مستحيلاً، بعد البلبلة التي أحدثها ابن السبع سنوات أحمد السيسي، بعد إعلانه في مقابلة مع الإعلامية منى الشاذلي أنّه لم يفز لأنّ المحطة تريد أن يحمل اللقب طفل لبناني.
توقّع البعض أن تتأثر المحطة ونسب التصويت بتصريحات حفظها الطفل من أهله، الذين يشترطون على المحطات التلفزيونية مبالغ مالية مقابل المقابلات معه، وهو الذي لم يكن للمحطّة بأي حال أن تخبره عن مخطّطاتها، في حال أرادت الخروج من لعبة التصويت والركون إلى مخططات مسبقة.
ويبقى أن المشتركين الستّة كانوا يستحقون الفوز، إلا أنّ لين نجحت في خطف قلوب المشاهدين، بصوتها العذب وبالقيمة المضافة التي منحتها لصوتها شهادة الفنان الكبير كاظم الساهر الذي راهن عليها نجمة للمستقبل.