حــزب اللـــه والإرهــاب

0
حجم الخط

حزب الله اللبناني أصبح حزب سياسي عسكري تقريبا عام 1982 عندما إجتاح الإحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان وإستمرار الحرب اللبنانية الفلسطينية والإسرائيلية حتى خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان , وكان لها دور كبير في ترك أسلحتها الثقيلة والمتوسطة في أيدي أعضاء حزب الله , أي أن ظهور حزب الله كتنظيم عسكري كان لمنظمة التحرير الفلسطينية الدور الأكبر في تكوينه حتى أن معظم قياداته العسكرية كانت أعضاء في الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم القائد عماد مغنية , حيث كان عضواً في تنظيم فتح , بدأ حزب الله حربه الضروس مع الإحتلال الإسرائيلي والتواجد الأمريكي في الجنوب اللباني بعد ما قام رجاله بنسف مقر قوات البحرية الأمريكي في الجنوب ومقتل 300 عنصر منهم الأمر الذي جعل الحكومة الأمريكية تأمر بأنسحاب جنودها من الجنوب وبقيت المقاومة حتى تم إنسحاب الإحتلال الإسرائيلي من هناك هو وجيش لحد العميل الذي تم تشكيله في الجنوب في ذلك الوقت.
ثم جاء الهجوم الإسرائيلي علي لبنان في عام 2006 حيث منيت  اسرائيل بهزيمة شنيعة في ذلك العام حتى أن حزب الله أصبح له شعبية بين الجماهير العربية تفوق شعبية أنظمتها كون حزب الله إسلامي إستطاع هزيمة إسرائيل , ومنذ ذلك العام ونتيجة للصمود الإسطوري لرجاله بدأ التشيع في المنطقة العربية وكان لحزب الله وأنصاره الدور الأكبر في ذلك.
نتيجة لذلك إاستنفرت كل القوى المعادية للثورة والمقاومة قواها للقضاء على هذه الظاهرة المسماه حزب الله وكان أوله في إتهامه المباشر بإغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري , وعندما فشلت هذه المحاولة عربياً وأمريكياً بدأو يتربصون لحزب الله على الأرض اللبنانية بمجموعة كبيرة من التفجيرات ولولا حنكة الساسة اللبنانيون من كافة الإتجاهات , وقوة حزب الله العسكرية, لأندلعت حرب أهلية جديدة في لبنان.
وأخيراً جاءت الحرب السورية ودخول آلاف المقاتلين الغير سوريين إلى الأرض السورية ومحاربة الجيش السوري للقضاء على النظام هناك , الأمر الذي جعل حزب الله يتدخل بقوة لدعم نظام سوريا لأنه حسب تحليله السياسي ووضعه العسكري كان يعتبر سوريا ونظامها عمقاً استراتيجياً له , وكان لتدخله المباشر هو وإيران وأخيراً روسيا الدور الأعظم في بقاء النظام السوري وعدم تفكك سوريا كما حدث في كثير من الدول العربية في المنطقة وخير دليل على ذلك اليمن وليبيا وتونس وكادت أن تكون مصر.
هذا الأمر جعل القوى التي كانت تخطط لتقسيم الكيانات العربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وبعض دول المنطقة يجن جنونها وخصوصاً بعد التدخل الروسي المباشر وتحقيق إنتصارات على الأرض للجيش السوري وحلفائه, فتداعى وزراء العرب وخاصة الخليجية لأجتماع عاجل وذلك لوصف حزب الله بأنه إرهابي , لأن هذا الحزب لم يدر في فلكهم وفلك أمريكا من قبل , فهل كل فصيل أو حزب أو تنظيم لاترضى عنه أمريكا وإسرائيل سيتم وصفه بالارهاب..!!
إن كل القوي والأحزاب التي تحارب في سوريا والعراق من تنظيم القاعدة والنصرة وداعش وكافة القوى الآخرى تأخذ دعمها من دول الخليج , فهل هذه قوى ديمقراطية غير إرهابية وحزب الله إرهابي..!!
إن حزب الله يقدم الدعم المالي واللوجستي لكافة الأجنحة العسكرية الفلسطينية وهو يقف جنباً الى جنب مع المقاتلين الفلسطينين الذين يقارعون الإحتلال , فكم كان بنا نحن الفلسطينيين أن نقف علي الحياد في مثل هذه المؤامرات ولانزج بأنفسنا للتصويت مع أو ضد هذا التنظيم أو ذلك لأن الدائرة ستدور علينا قريباً لأن أمريكا وقواها في المنطقة سوف لاتغفر لأي فصيل أو حتى أي شخص في يوم من الأيام حمل السلاح وحاربة إسرائيل.