إلى واحدة من كلاسيكيات الكرة السعودية، بل الكرة العربية، تتجه الأنظار إلى استاد الملك فهد الدولي، غداً الخميس حيث يقام ديربي العاصمة السعودية الرياض بين الهلال والنصر، في افتتاح الجولة العشرين من دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين.
يخوض الفريق الهلالي المواجهة بكل الحسابات، فهي مصيرية له على طريق استعادة الصدارة التي فقدها الجولة الماضية، بالإضافة إلى أنها جولة جديدة من جولات التنافس التاريخي بين الجارين، فيما قد تكون تحصيلية للنصر على صعيد المسابقة، بعد أن خرج الفريق من حسابات المنافسة على اللقب، لكنها لن تكون كذلك على مستوى محاولة كل من الفريقين في فرض هيمنته الفنية على الآخر في صراع كروي شرس.
يعيش الهلال هذه الفترة حالة من اهتزاز المستوى، ظهرت على النتائج، و فقد على إثرها عدة نقاط كلفت الفريق التفريط في الصدارة، وكان أخرها التعادل في الجولة الماضية أمام القادسية بدون أهداف، مما أصاب عشاق الأزرق بالقلق، خوفاً من ضياع حلم التتويج باللقب.
اليوناني جيورجوس دونيس المدير الفني للهلال ، يجد نفسه قبل مواجهة الغد في موقف لا يحسد عليه، بعد أن طالته سهام النقد ، التي وصلت إلى حد المطالبة بالاستغناء عنه ، لكن إدارة الهلال سارعت إلى تطويق هذه المطالبات بتجديد الثقة في المدرب حرصاً منها على توفير الاستقرار النفسي للمدرب، وتحريره من أي ضغوط.
ويواجه دونيس مسؤولية كبيرة ، لإعداد لاعبيه لمواجهة ضغط مباريات الدوري، بالإضافة إلى المنافسة في دوري أبطال آسيا ، فلم يكن أمامه سوى إجراء تغيرات كثيرة على تشكيلة الفريق من مباراة إلى أخرى مع الحفاظ على القوام الأساسي للفريق وكذلك على طريقة اللعب، مع تعديلها حسب مجريات المباراة، ففي المواجهة الآسيوية الأخيرة في دوري أبطال آسيا أمام باختاكور ، منح دونيس عددا من لاعبيه راحة من تلك المباراة، ودفع بعدد من اللاعبين الشباب مثل البريك وشراحيلي والكعبي، ثم استعاد لاعبيه الأساسيين أمام القادسية في الدوري المحلي.
ويتوقع ان يعتمد في مباراة الغد على عناصره الأساسية، مع احتمال عودة البرازيلي ديجاو إلى خط الدفاع .
الهلال يحتل المركز الثاني برصيد 41 نقطة، بعد أن فرط في فرصة الابتعاد بالصدارة في الجولة الماضية، عندما سقط في فخ التعادل مع القادسية.
في المقابل يلعب النصر مباراة الغد، في الظهور الرابع لمدربه كانيدا، بعد ان تعادل الفريق في لأول مباراة معه في الدوري أمام الوحدة، ثم حقق الانتصار على بونيودكور الاوزبكي آسيوياً، ليعود ويتعادل مع الفيصلي بتسعة لاعبين في الجولة الماضية من الدوري.
كما يستعيد النصر في ديربي الغد حارسه الأساسي عبدالله العنزي وقائد الفريق حسين عبد الغني وكذلك مهاجمه السهلاوي.
ورغم أن النصر ظهر أكثر تنظيما في المباريات الثلاث التي لعبها تحت قيادة كانيدا ، إلا ان الفريق يعاني من شئ ما، يؤثر بشكل واضح على الروح المعنوية للاعبين.
ويبدو ان مشاكل النادي المالية تركت أثاراً على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر ، وتبذل إدارة النادي برئاسة الأمير فيصل بن تركي ، جهودها لرفع معنويات اللاعبين بكل الوسائل ، للحفاظ على هيبة حامل اللقب.
الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر أعلن صراحة ان فريقه لا يفكر في الدوري، لكن مباراة الغد ، لا ينطبق عليها هذا الكلام ، لأنها بطولة في حد ذاتها تمثل للفائز تتويجاً خاصا ، وبالتالي لن سيدخل الفريق هذه المباراة بكل قوته.
النصر يحتل المركز الثامن برصيد 26 نقطة، أصبح مهدداً بعدم المشاركة في النسخة الجديدة من دوري أبطال آسيا، وعليه الفوز بكأس الملك إذا أراد أن يحجز له مقعداً في البطولة الآسيوية.
وفي بقية مباريات الجولة يحل الأهلي المتصدر ضيفا على القادسية، وهي مباراة مهمة للفريقين، فالأهلي ينتظر هدية من النصر ليبعد عنه الهلال، ثم يتوجب عليه أن يساعد نفسه.
الأهلي استعاد في الجولة الماضية كثيراً من بريقه المفقود، واكتسح الشباب بثلاثية، توجتها روح قتالية للاعبيه في الميدان، ورفع سقف طموحات محبيه في الفوز بلقب الدوري.
بينما يلعب القادسية بروح جديدة اكتسبها من التعادل مع الهلال، وزاد أمله في البقاء دوري كبار، رغم ان الفريق في دائرة الفرق المهددة بالهبوط.
كما يلعب الاتحاد فارس المنافسة الثالث على الصدارة مباراة هامة مع الوحدة في ديربي تاريخي بين الفريقين، وله حسابات خاصة، فالاتحاد يتربص بالهلال والاهلي لينقض خطوة للأمام ، خاصة أن الفارق بينهي وبين المتصدر نقطتان وبينه وبين صاحب المركز الثاني نقطة واحدة.
أما الوحدة الذي يحتل المركز العاشر برصيد 16 نقطة يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى الابتعاد عن منطقة الخطر.
الاتحاد فاز على الوحدة يوم الثلاثاء بهدفين دون رد في دور الـ16 لكأس الملك ، وستكون مباراتهما يوم السبت بمذاق مختلف وبحسابات مختلفة.
وفي بقية مباريات الجولة يلعب نجران مع الخليج والتعاون والشباب يوم الجمعة، وتختتم الجولة يوم السبت بمباراة الفتح مع الفيصلي، والرائد مع هجر.