صفقة «مهدّئة» وفقاً للمقترحات الأميركية

بايدن
حجم الخط

بقلم: غيورا آيلند

تؤكد العمليات الأربع، أول من أمس، أكثر فأكثر الحاجة لمحاولة إنهاء أو على الاقل تهدئة موجة «الارهاب» التي تستمر منذ خمسة أشهر. يبدو أن لا حل ميدانيا فورياً لذلك. من الواضح ايضا ان حلا سياسيا (ليس بالذات صيغة «الدولتين») ليس ممكنا في المستقبل القريب. ما يتبقى في المدى القصير هو إدارة الوضع الحالي بشكل افضل. الإدارة السليمة معناها اعطاء جواب افضل لكل ما يزعجنا، ولكن ايضا لما يزعج الفلسطينيين. من الواضح أن الأكثر ازعاجا لنا هو موجة الإرهاب، وعليه فمن السليم محاولة تلطيف حدتها بكل وسيلة، وليس فقط ميدانيا.

اما الطرف الفلسطيني، ومثله معظم العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، فلا يمكنه أن يحتمل استمرار البناء في «المناطق». في وضع الأمور هذا من السليم أن نبني «صفقة رزمة»، تحاول أن تعطي لكل طرف ما هو أهم له دون المس بقدر أكبر مما ينبغي بالطرف الاخر. كل الجهات المهنية في إسرائيل تتفق على أن بعضاً من العوامل التي تغذي «الارهاب» الفلسطيني هي التحريض والتأييد لاعمال القتل الناشئة من جهة محافل رسمية في السلطة الفلسطينية.

ويجد الأمر تعبيره سواء في بث الاذاعة والتلفاز في السلطة الفلسطينية، وبالاساس في مناهج التعليم الفلسطيني. يتهم معظم السياسيين الاسرائيليين السلطة الفلسطينية بأنها تشجع «الارهاب»، ولكن لا يوجد أي احتمال في أن تؤدي هذه التوجهات الانفعالية الى احداث تغيير حقيقي. تغيير حقيقي، معناه مراجعة عميقة للرسائل الرسمية وجعلها رسائل سلام وحرص على حياة الانسان، يستوجب قرارا استراتيجيا فلسطينيا والتزاما حقيقيا بتنفيذه.

نريد الا يكتفي ابو مازن وباقي زعماء السلطة بالتنسيق الامني مع اسرائيل، بل أن يشجبوا علنا وعلى الملأ قتل اليهود. والسبيل الوحيد لخلق مثل هذا التغيير، كما اسلفنا، هو صفقة رزمة تتناول القلق الفلسطيني أيضا. وعليه، فان الامر السليم عمله هو أن نقبل الان الاقتراح الأميركي الصادر في العام 2004.

فالأميركيون، في حينه واليوم ايضا، قلقون اقل من مجرد البناء في المستوطنات ومن ارتفاع عدد اليهود الذين يسكنون فيها. وهم جد قلقون من أن احياء يهودية تبنى على مناطق جديدة. فالقضم لمزيد من الارض هو الذي يخلق في نظرهم وضعا لا مرد له وتهديدا حقيقيا على احتمال الوصول في أي وقت من الاوقات الى اتفاق، وهذا هو ايضا القلق الفلسطيني.

الحل بسيط: تعد خريطة مع ترسيم الحدود القائمة لكل «المناطق» المبنية في المستوطنات. إسرائيل يمكنها ان تواصل البناء في داخل «العلامة» المحددة، بما في ذلك في المناطق المفتوحة في المستوطنات القائمة، ولكن لا يمكنها أن تواصل قضم المزيد من الاراضي. لن يكون، بالتالي، تجميد مجرد البناء ولكن يكون تجميد للاراضي التي تبنى عليها مستوطنات يهودية.

يدور الحديث عن اتفاق بسيط نسبيا، اذا ما تحقق يمكنه أن يهدد، يخفض شدة الاتهامات المتبادلة، وبالتوازي يضعف الدافع لمبادرات دولية خطيرة ضد اسرائيل. اذا كان «الارهاب» الحالي مؤلماً لنا حقا، واذا كنا نصدق ما ندعيه نحن أنفسنا بشأن تأثير التحريض الفلسطيني على «ارهاب الافراد»، فينبغي الموافقة على القيام بعمل ما ايضا. ليس واضحا على الاطلاق فيما اذا كان الفلسطينيون سيوافقون على مثل هذه التسوية، ولكن من الواضح ان الرفض الفلسطيني سيخدم اسرائيل. من ناحيتنا توجد هنا حالة «ربح للطرفين»(WIN-WIN)  .

 

عن «يديعوت»