بقلم: د. رؤوبين باركو
استنكر أعضاء «التجمع» والجبهة الديمقراطية «حداش» قرار وزراء الداخلية العرب ومجلس التعاون الخليجي اعتبار «حزب الله» منظمة ارهابية. وقد زعموا أن القرار العربي هو «خدمة بالمجان لاسرائيل والولايات المتحدة الساعيتين الى تحييد حزب الله من اجل تدمير لبنان والقضاء على كل قوة مماثلة لحزب الله، تستطيع كبح خطط التوسع الامبريالية في 'فلسطين' والمنطقة. وبهذا فان القرار يضر بالامن القومي للأمة العربية».
ما جاء أعلاه هو ثمرة افكار عزمي بشارة، راعي غطاس وحنين الزعبي، والذي قام بالتجسس لصالح «حزب الله» وهرب إلى قطر. هناك باحثون اجتماعيون يزعمون أن الشيوعية هي مرض لا علاج له. انفعالات «حداش» و»بلد» شملت ايضا الهجوم على نتنياهو. الفاشية والعنصرية الاسرائيلية تُذكر بالاسلوب الفوضوي للسوفييت الشيوعيين منذ الحرب الباردة.
صحيح أن «حزب الله» يخدم مصالح روسيا من اجل استمرار حكم الاسد في سورية، لكن الروس الذين يعيشون في وضع يُذكر بتعاظم قوة السوفييت وعودة الحرب الباردة، يسعون الى تقييد قوة «حزب الله». ولهذا منعوا ارسال صواريخ اس.300 من ايران الى لبنان.
يدور الحديث عن أعضاء الكنيست الذين زاروا عائلات «الشهداء» ووقفوا دقيقة صمت حدادا على أرواحهم. إنهم يؤيدون «حزب الله» والنظام السوري ويحذرون إسرائيل من محاولة إقالتهم من الكنيست ويحتجون على اخراج الحركة الاسلامية في اسرائيل خارج القانون.
ما صلة المتدينين مع الشيوعيين والمسيحيين في «بلد» و»حداش» و»حزب الله»؟ ما الذي يجعل الراديكاليين في «حزب الله «أفضل من الراديكاليين في «داعش»؟. أبناء الاقليات في الشرق الاوسط، ومنهم مسيحيون مثل بشارة وقريبه غطاس، تمسكوا على مدى سنوات بالقناعة الساذجة بأنه يمكن توحيد الأمة العربية حول القومية المفصولة عن الدين. لذلك يحتمل أن يكون تأييدهم للنظام السوري الذي يعتمد على ايران و»حزب الله» وروسيا، الذين يحاربون الراديكالية الاسلامية السنية (التي تقتل المسيحيين والاقليات الاخرى)، ينبع من الهذيان بأنه يمكن اعادة بناء سورية القومية غير الدينية. التاريخ السياسي للتنظيمات الفلسطينية «الارهابية» يشير الى أنه في كثير من الحالات كانت هذه التنظيمات أداة في أيدي الدول الممولة، ولم تعمل حسب المصالح القومية الفلسطينية.
ويتبين أن قادة «حداش» و»بلد» يؤيدون ايران و»حزب الله» اللذين يحاربان عن طريق الحوثيين الشيعة في اليمن ضد الدول العربية السنية في الخليج وعلى رأسها السعودية. إنهم يؤيدون ايران و»حزب الله» ويضرون بالدعم المالي السعودي للشعب الفلسطيني. إنهم يؤيدون ايران و»حزب الله» الذين يقتلون آلاف السنة في العراق وسورية، ويذبحون المسلمين السنة، لكن بشكل غريب يصممون على تأييد «الجهاد» و»حماس» السنيين ومنحهم الاموال لتنفيذ «الارهاب». وبذلك يتم تحطيم السلطة الفلسطينية. جنون تأييد «بلد» و»حداش» لـ «حزب الله» يحدث ايضا في «الكيان الصهيوني الامبريالي»، رغم اطلاق «حزب الله» الصواريخ نحو السكان العرب في الجليل ايضا. ومعرف أنه اذا قام بقصف مستودعات الامونيا في حيفا فسيقتل آلاف العرب في الجليل.
كل من هو عاقل يفهم أن «بلد» و»حداش» على استعداد للانتحار مقابل ازالة اسرائيل عن الوجود، لكنهما لا تعملان بالضرورة من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني.
عن «إسرائيل اليوم»