تناولت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الخميس استمرار تصاعد وتيرة العمليات الفلسطينية والعجز عن وقفها، ونقلت صحيفة معاريف عن وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون، قوله إن إسرائيل لا تمتلك حلولا سحرية لموجات العمليات الفلسطينية.
وأضاف "مررنا بأيام عصيبة مؤخرا ليست سهلة، ونتخذ خطوات للتعامل مع هذه الموجة، في ضوء ظاهرة جديدة من الهجمات الفلسطينية، ورغم جهودنا الاستخبارية ونشر قواتنا العسكرية في الميدان، لم ننجح في اعتقال هؤلاء المنفذين".
وقال يعلون إن إسرائيل تواجه موجات التحريض الفلسطينية على تنفيذ المزيد من العمليات، وتبدأ في مناهج التعليم وتدريس الأجيال الناشئة، بجانب شبكات التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى الاستمرار في عقوبات هدم منازل منفذي العمليات الفلسطينية، ودراسة إمكان إبعاد ذويهم خارج الضفة الغربية، وملاحقة العمال المقيمين في إسرائيل بطريقة غير قانونية، وصولا لتحقيق الردع المطلوب، وكل من يدعي القدرة على وقف فوري لهذه العمليات فإنه يوزع شعارات على الجمهور الإسرائيلي، ويكذب عليه.
في السياق نقلت مراسلة معاريف دانة سومبيرغ، اتهامات وزير الخارجية الإسرائيلية السابق أفيغدور ليبرمان لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعلون، بأنهما أعادا الوضع الأمني في مدينة القدس لما قبل عام 1967، حين لم يكن يتسنى لليهود زيارة الحرم القدسي، ولا يشعرون بالأمن وهم يتجولون فيه.
واعتبر زعيم حزب إسرائيل بيتنا المعارض أن الاثنين (نتنياهو ويعلون) قويان في طرح الشعارات ضعيفان في الأعمال على الأرض، وطالب بإعلان حالة الطوارئ وإصدار التعليمات لقوات الأمن الإسرائيلية بالعمل على الأرض.
وأضاف أن الحل للموجة المستمرة من العمليات الفلسطينية منذ نصف عام، هو إحداث تغيير في سياسة الحكومة، كما قامت الحكومة الفرنسية بإعلان حالة الطوارئ عقب هجمات باريس الأخيرة، فلا يجب البحث عن ذرائع قانونية لاتخاذ مزيد من العقوبات ضد الفلسطينيين. وجدد مطالبته بفرض عقوبة الإعدام على منفذي العمليات الفلسطينية، كما تقوم الولايات المتحدة بانتهاج ذات العقوبة على منفذي عملية بوسطن.
وختم ليبرمان بالتأكيد على ضرورة إخضاع موجة العمليات ووقفها، دون الالتفات لعملية سياسية مع الفلسطينيين، وقال "نواجه تصعيدا أمنيا معهم، لأنهم معنيون بالبقاء على جدول أعمال المجتمع الدولي، وقد حذرت خلال حرب غزة الأخيرة 2014، بأن إسرائيل إن لم تنجح بالقضاء على سلطة حماس في غزة، فإن العمليات سوف تصل الضفة الغربية، ثم القدس ومنطقة غوش دان وسط إسرائيل، وهذا ما يحدث اليوم". من جهتها، ذكرت مراسلة يديعوت أحرونوت أتيلا شومفلبيه، أن زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ أكد أن الإسرائيليين يعيشون أجواء انتفاضة ثالثة منذ فترة من الزمن، وأن الحل الحقيقي لمواجهتها بالانفصال عن الفلسطينيين، حينها سيتوقف قتل اليهود، وقال "سبق لي أن حذرت في أغسطس/آب الماضي من اندلاع هذه الانتفاضة من قبل شبان فلسطينيين صغار".
وأشارت شومفلبيه إلى وصف أفيغدور ليبرمان الانفصال عن الفلسطينيين بأنه هروب منهم، وقوله "هربنا من غزة وتلقينا حماس، وقد نهرب من شرقي القدس ونتلقى حماس أيضا".
مراسل معاريف أريك بندر نقل هو الآخر عن وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات الإسرائيلية يسرائيل كاتس، أنه قدم اقتراحا للحكومة بطرد عائلات منفذي العمليات الفلسطينية إلى قطاع غزة أو سوريا، لأن إسرائيل تعيش حالة طوارئ، وتحيى في ذروة حرب حقيقية ضد العمليات الفلسطينية التي يقودها الإسلام المتطرف، وأشار كذلك إلى أن موجة العمليات الفردية ليست مستندة لمعلومات أمنية تتطلب ردعا سابقا.
ودعا كاتس جميع الكتل البرلمانية الإسرائيلية لدعم مقترح إبعاد الفلسطينيين، في ضوء استمرار موجة العمليات المنطلقة من موجة كراهية -حسب تعبيره- ونحن غير مستعدين لأن يستمر استهداف اليهود بالقتل والإصابة، قائلا "نعيش انتفاضة من التحريض، ويجب إيجاد خطوات ردع".