بعد عاصفة جوية قاسية طالت الإمارات العربية المتحدة لا سيما إمارة أبوظبي، ألحقت أضراراً بالغة في المملكات العامة والخاصة، وجد مواطنو هذه البلاد الشاعرين بالحزن على ما فقدوا والمشاهد الصادمة، أنفسهم يتوجهون لبث حزنهم وشكواهم لا إلى "وزير التغير المناخي والبيئة"، المعني المباشر بالكارثة، ولا "وزير تطوير البنية التحتية"، إنما إلى "وزارة السعادة".
والأربعاء 2016/3/9، حيث استقبلت الإمارات إعصاراً من الدرجة الأولى هو الأقوى منذ 15 عاماً، تكون وزير السعادة "عهود الرومي"، قد أتمت شهرها الأول في منصبها المستحدث للتو، الوزارة التي لا يوجد مقابل أو مثيل لها في أي مكان في العالم، مهمتها السهر على سعادة مواطني البلاد
وتسببت العاصفة بمقتل طفل مواطن، وغرق وجرف عشرات المركبات، فيما سجلت عشرات الحوادث المرورية في البلاد.
وفي حين قالت إدارة الأزمات والكوارث إنها رفعت درجة الطوارئ إلى المستوى الرابع قبل يومين من العاصفة، إلا أن أبوظبي رفعت حالة الطوارئ إلى الدرجة الأولى الأربعاء، بعد أن بلغت سرعة رياح العاصفة نحو 130 كم/س، ما يعادل سرعة رياح إعصار من الفئة الأولى.
في حين لم يكن صحيحاً، ما تداوله رواد شبكات التواصل الاجتماعي بكثرة، عن إشاعة تفيد بأن أول قرارات وزير السعادة إقرارها علاوة بنسبة 100% لموظفي الدولة من قيمة رواتبهم الأساسية، إذ ليس من صلاحياتها أصلاً إقرار علاوات، فإنه من غير الواضح بعد بالنسبة لكثير من الإماراتيين، ما هي صلاحيات وزيرة السعادة تحديداً، أو حتى مهامها وآلية عملها، وطبيعة "السعادة الملموسة" التي من شأنها أن تحققها.
وطبقاً لوصف الموقع الرسمي لرئاسة وزراء الإمارات، فإن مهمة الوزيرة هي: "مواءمة كافة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع الإماراتي"، وهي العبارة التي تحتاج لمزيد من الإيضاح بدورها.
يذكر أن الوزيرة لدى تأديتها القسم الدستوري أمام رئيس البلاد، قد ارتدت قلادة مكتوب عليها Happy "سعادة"، بشكل لافت.
وطبقاً لما تابعه مراسل "الخليج أونلاين"، فإنّ مطالبات المغردين الإماراتيين لوزيرة السعادة لم تزد عن طلب إجازة ليوم العاصفة، ما قد يكشف مجدداً، غموض مهمة الوزيرة وصلاحياتها، وما يمكن أن تقدمه في يوم عاصف لشعبها الذي ينتظر سعادة يلمسها بيديه.