في أول 40 يومًا مع رضيعك.. ما توقعاتك وكيف تتعاملين؟

9998700902
حجم الخط

حمدا لله على سلامتك وسلامة طفلك وأهلا بك في عالم الأمومة!

الأسابيع الأولى التي تقضينها مع رضيعك من أهم أيام حياتك وحياته نفسيًا وجسمانيًا، فكيف يمكنك أن تهتمي بنفسك وتتعاملي مع رضيعك بشكل صحيح، في أول 40 يوم بعد الولادة؟

الأيام الأولى بعد الولادة تمثل صدمة لكل أم بسبب التغيرات الكبيرة التي تحدث في حياتكِ، فوجود فرد ثالث صغير عليكِ الاهتمام بكل تفاصيله وفي المقابل عليك التنازل عن أشياء كثيرة كنت تفعلينها سابقا أو حتى تأجيلها لفترة حتى تتحسن صحتك وتستطيعي تنظيم وقتك وتقسيم مجهودك.

جسمك بعد الولادة:في الأسابيع التالية للولادة سيبدأ جسمك في مرحلة التعافي، وفي حالة الولادة القيصرية تزيد مدة التعافي عن ذلك، وتختلف من امرأة لأخرى فحاولي الاهتمام بجسمك وصحتك جيدًا، والتزمي بتعليمات الطبيب حتى تمر هذه المرحلة سريعًا ويعود جسمك كما كان في السابق.

كيف يمكنك الاهتمام بنفسك بعد الولادة؟

هوّني على نفسك واستمتعي دائمًا برؤية صغيرك الذي انتظرتِ رؤيته تسعة أشهر.

في الشهر الأول من عمر الطفل ينام نحو 20 ساعة، ولكن المشكلة أنه لا ينام بشكل متواصل، فأقصى مدة ممكن أن ينامها بشكل متواصل 4 ساعات، لذا عليكِ النوم كلما نام رضيعك حتى لا تشعري بالإعياء والتعب.

استعيني بشخص آخر خلال الشهر الأول بعد الولادة، ولتكن أمك أو أختك، ففي هذا الشهر يكون كل شيء جديد وأنتِ لم تستعيدي عافيتك بعد، لذا عليكِ طلب المساعدة دون خجل حتى لا تحملي نفسك ما لا تطيقه.

أزيلي عن كاهلك حمل تحضير الطعام، واطلبي من بعض الأشخاص في عائلتك تحضير وجبات وخزينها في الفريزر.

في الأيام الأولى بعد الولادة، من الصعب عليكِ الخروج من المنزل بسبب التعب والإرهاق، ولكن من المهم عندما تتعافين أن تخرجي وتخططي لأشياء تريحك نفسيًا من هذا العبء المفاجئ.

أكثري من شرب السوائل، وخاصة الماء إن كنتِ ترضعين صغيرك طبيعيًا.

أكثري من تناول الخضروات والفواكه الطازجة والمواد الغذائية الغنية بالألياف، وقللي من تناول المواد المليئة بالكربوهيدرات والسكريات والكافيين.

التأثير النفسي في الأسابيع الأولى:

كما أسميها أنا "أيام الصدمة"، فهي بالفعل كذلك.

تتغير فيها مشاعرك وتشعرين فيها بالسعادة والحزن والتعب في آن واحد، تصبح مشاعرك كالشبكة المتداخلة وهذا طبيعي.

ستشعرين بالسعادة عند النظر في وجه صغيرك، وتشعرين بالتعب عندما لا تقدري على النوم في أي وقت، وتشعرين بالحزن عندما تنظرين إلى حياتك وتشعرين بأنها لم تعد ملكك بشكل كامل.

كلها مشاعر حقيقية وطبيعية، المهم ان تتحكمي فيها وتحوليها، لكي تكون دافع لك لتحسين حياتك وحياة طفلك وليس العكس.

ومن أجل الخروج من هذه الفترة بسلام، عليكِ بالحديث دائمًا مع شخص مقرب لكِ عما تشعرين به ولا تخجلي أبدًا من مشاعرك بل واجهيها دائمًا حتى لا تدخلي في مرحلة اكتئاب ما بعد الولادة.

كيف تتعاملين مع صغيرك في هذه المرحلة؟في الأسابيع الأولى من عمر الرضيع لن يبدي تفاعلًا ملحوظًا، وسيكون أغلب الوقت الذي تقضينه معه منقسم بين الرضاعة والاهتمام بنظافة جسمه، ولكن عليكِ أيضًا التحدث معه كلما أمكنك ذلك حتى وإن لم يفهم كلماتك، فالحديث مع الطفل في أيامه الأولى يترك لديه أثرًا نفسيًا كبيرًا فيما بعد.

سيبكي طفلك بشكل مختلف في كل مرة، وستتعلمين مع مرور الوقت احتياجاته حسب طريقة بكائه.

أيضا أغلب الرضع في شهورهم الأولى يكون أغلب نومهم بالنهار، عليكِ التأقلم مع ذلك فهو غير قادر في هذه المرحلة على التعوّد على روتين محدد.

في النهاية، عليكِ بالتأقلم السريع وتجهيز نفسك وزوجك خلال الحمل لهذه المرحلة عن طريق تقسيم الأدوار بينكما، وأعطي لنفسك مساحة شخصية حتى لا تتأذى نفسيتك.