تتزايد حالات الاصابة بمرض التليف الكيسي في الآونة الأخيرة بشكل واضح، حيث أن متوسط عمر المصاب ما بين الـ ” 30 – 40 عاماً “،
إن هذا المرض ينجم عن مخاط يصبح لزجاً ودبقاً، هذا المخاط يشبه نسيجه الغراء، يتراكم في الجسم ويؤدي الى ظهور مشاكل في الأعضاء الداخلية من الجسم، وخاصة في الرئتين والبنكرياس، وقد يعاني المصابون بالتليف الكيسي من صعوبات حادة في التنفس ومن امراض مختلفة في الرئتين. كما قد يعاني هؤلاء أيضا، من مشاكل في التغذية، وفي الهضم وفي النمو والتطور”.
و أن من الملاحظ ان متوسط العمر المتوقع لدى مرضى التليف الكيسي يشهد ازدياداً مستمراً خلال السنوات الـ 40 الماضية، وفي المعدل يمكن ن يصل مرضى التليف الكيسي الى منتصف العمر حتى نهاية سنوات الـ 30 من عمرهم.
أما اليوم فثمة علاجات حديثة متوفرة تتيح لبعض المرضى الوصول الى منتصف سنوات الـ 40 من عمرهم، وحتى اكثر من ذلك.
أعراض التليف الكيسي:
أنه يتم تشخيص مرض التليف الكيسي، عادة في سن مبكرة جداً، وعلى الرغم من أن الأعراض التي تصاحب التليف الكيسي ليست متماثلة في جميع الحالات، الا أن هنالك أعراضاً مميزة جدا تظهر لدى الاطفال المصابين بالتليف الكيسي من بينها انسداد في الامعاء الدقيقة عند الولادة، مما يمنع الطفل من التغوط الأول بعد ولادته مباشرة منها:
عرق شديد الملوحة، أو ملوحة في الجلد، الاسهال، اضطرابات في النمو وزيادة في الوزن اكثر من غيره من الرضع، مشاكل في التنفس، ظهور تلوثات في الرئتين، سعال لا يختفي، صفير في الرئتين.
وهنالك أعراض أخرى قد تظهر في مرحلة الطفولة تشمل:
يد منقبضة (اصابع مستديرة ومفلطحة)
هبوط المستقيم (بروز جزء من المستقيم من فتحة الشرج)
تضخم (بوليبات) في الانف او في الجيوب الانفية.
أسباب وعوامل خطر التليف الكيسي:
أن التليف الكيسي هو مرض وراثي على الطفل حيث أنه يرثه من كلا الوالدين مورثة جين محددة للغاية كي يكون مصابا بمرض التليف الكيسي.
تشخيص التليف الكيسي:
وتابع أن معظم الناس الذين يعانون من التليف الكيسي تبدو عليهم أعراض ذلك منذ مرحلة الطفولة، هناك فحوصات تبحث عن مشاكل في الرئتين، حتى قبل ظهور الأعراض لذلك، فاذا كانت نتائج الفحوصات ايجابية عند المولود، أو أنها تبين الأعراض التي تشير الى الاصابة بالتليف الكيسي، يوصي الطبيب المعالج باجراء فحص العرق،كي يفحص نسبة الملوحة في عرق الطفل.
فالاشخاص المصابون بالتليف الكيسي تظهر لديهم نسبة مرتفعة من الملوحة في العرق، اعلى من النسبة الطبيعية في معظم الحالات، تكفي النتيجة غير الطبيعية في فحصين متعاقبين لتاكيد تشخيص الاصابة بالتليف الكيسي.
علاج التليف الكيسي:
أنه لم يكتشف الخبراء بعد، الدواء الذي من شانه أن يشفي مرض التليف الكيسي، لكن هنالك علاجات حديثة لتحسين جودة حياة مرضى التليف الكيسي منها علاج التليف الكيسي التي يتلقاها المريض تتعلق بتشكيلة المشاكل الصحية التي يسببها له التليف الكيسي وبكيفية استجابة جسده للعلاجات المختلفة، حيث أن معظم الناس يحصلون على مزيج بين العلاج الطبي، الوسائل العلاجية البيتية (تشمل علاجات للتنفس وحمية غذائية) وغيرها من العلاجات الرامية الى معالجة التليف الكيسي.
الوقاية من التليف الكيسي:
أن مرض التليف الكيسي هو مرض وراثي لا سبيل الى الوقاية منه او منع الاصابة به، لكن الاشخاص الذين يصابون بالتليف الكيسي يستطيعون مساعدة انفسهم في منع نشوء مشاكل صحية خطيرة مختلفة، مثل التهابات الرئتين، وذلك باتخاذ الوسائل التالية:
الحرص على تلقي اللقاحات: يوصى باعطاء الاطفال المصابين بالتليف الكيسي جميع اللقاحات الموصى بها من قبل وزارة الصحة، بالاضافة الى لقاح النزلة (الانفلونزا) ولقاحات جرثومة المكورات الرئية، والامتناع عن التدخين وعن التعرض للدخان السلبي.
واستعمال التقنيات المناسبة لتنظيف جوف الرئة والمسالك التنفسية، واستهلاك اغذية مغذية ذات مستوى مرتفع من السعرات الحرارية والخضوع للمراقبة الطبية بشكل منتظم والحرص على تنفيذ خطة العلاج المقترحة، وطلب المساعدة في مركز علاجي مختص بمعالجة مرضى التليف الكيسي.
والدا الطفل المولود حديثاً وتم تشخيص إصابته بالتليف الكيسي بأن يتوليا رعاية الطفل في البيئة المنزلية وتجنب إرساله الى مركز للحضانة، حتى بلوغه سن ستة أشهر على الاقل، بل يفضل الإنتظار حتى بلوغه سن سنة واحدة، ان كان ذلك ممكناً.