لا تتعلّموا عندهم. اولئك الذين يدعون الى مقاطعة جامعة اريئيل، غير مهمين؛ فقد انتهى تاريخهم. تآمرهم مشروط فقط ضد ما لا يؤمنون به ولا يريدونه. إنهم يتآمرون داخل بئر مقلوبة. يتظاهرون بأنهم «أبو علي» تجاه ما يكرهونه. لا تتعلموا عند الاشخاص الذين يرفضون من اجل الرفض فقط. مثل اولئك الذين يفحصون الاشخاص وليس الافكار، ويتعاملون مع الموقع الجغرافي كموقف سياسي يخالف مواقفهم. لذلك يعتقدون أنه يجب مقاطعة من يتبنى الموقف المخالف. لقد أكل التسييس عقلهم وفضولهم العلمي لدرجة أنهم غير قادرين على الاستمتاع بأغنية أو قصة أو تعلم مقالة أو بحث أو النظر الى شعبهم ووطنهم، دون قياس ذلك بوساطة الاطار الاحادي الجانب للصراع اليهودي - العربي. إنهم لا يؤمنون بكم إلا اذا قمتم بالغاء موقفكم وانضممتم الى معسكرهم الآخذ في النقصان. إنهم لا يشجعون الحوار الحقيقي، ولا يعتقدون أن هناك حقيقة في ادعاءات الطرف الثاني. في المنتديات الاكاديمية التي يسيطرون عليها لا توجد ثقافة النقاش، واصحاب المواقف المتناقضة تماما يستطيعون فقط أن يحلموا بـ «قبولهم هناك». يدور الحديث عن الارثوذكسية في التفكير، ناتوري كارثا الاكاديمية والثقافية، حيث إن مقاطعة أبناء شعبهم هي الشكل الاكثر نقاء لابحاثهم. ما مغزى مقاطعة جامعة اريئيل: يوجد جسم علمي يُحظر أن تعرفوه، مثل كتب الكفر التي اعلنت عنها الكنيسة في العصور الوسطى. لهذا خسارة على الوقت. لا تضيعوه في الجلوس في محاضرة كنسية لمنظرين يساريين يتحدثون اليكم عن كل شيء باستثناء السعي الى الحقيقة، وهم سيقتلون حب الفضول لديكم. اذا أردتم معرفة لماذا تم الغاء العلوم الانسانية والاجتماعية من طبقتهم، يمكن أن تجدوا السبب في السياسة الحالية المنفصلة في هذه الاوساط، أغلبيتهم توحيديون وموجهون الى اكساب الطالب الحقيقة الواحدة التي لا يوجد غيرها: اسرائيل هي الدولة التي حُملت بالخطأ (بعضهم يعتقد أنه من الافضل لو لم تأت الى العالم)، والآن بما أنها قائمة فيجب تفكيكها من قيمها القومية المتطرفة المسيحانية الفاشية والنازية الجديدة. من يكمموا الافواه هؤلاء هم اول الصارخين ضد «تكميم الافواه» الذي ما هو إلا توسيع للنقاش الجماهيري والاكاديمي تجاه الاصوات الاخرى التي لا يريدون سماعها. وسيستخدمون تعبير «الملاحقة المكارثية» في الوقت الذي هذا ما فعلوه على مدى سنوات بحق الزملاء والطلاب. المبادر للمقاطعة، البروفيسور اوري رم، تطرق لانتقاد وزير التعليم بكلمات «محاولة فظة لاسكات الأصوات». هل تعرفون مصطلح «مغتصبون اجتماعيون»؟ إنهم يوجدون في وسائل الاعلام والسياسة والثقافة، وأولاً وقبل كل شيء، في الحقل الاكاديمي. سيتصلون معي ويعربون عن تأييدهم الصامت، لكنهم سيخشون على اعمالهم وتطورهم الاكاديمي، لذلك سيبقون وراء الكواليس. بعضهم سيوقع على عرائض ضد جامعة ارئيل طالما أنهم لم يحصلوا على التثبيت في المؤسسة الاكاديمية التي يعملون فيها. لأنه من المهم أن تظهر بشكل «صحيح». من السهل التشهير بجامعة اريئيل. البروفيسور رم شدد بشكل صبياني على تسميتها «المؤسسة التي تسمى جامعة اريئيل»، وذكرني بلقب «الكيان الصهيوني» الذي يطلقه اعداؤنا على اسرائيل. إن مقاطعة اريئيل هي تأييد فرويدي خفي لحركة بي.دي.اس. وكل هؤلاء يفهمون أنه من الصعب امساك العصا من الطرفين: المطالبة بمقاطعة الاكاديمية الاسرائيلية والتعليم فيها والحصول على راتب من دولة الشرطة. هذا التلون يتم اسكاته بمقاطعة الصناعة في «يهودا» و»السامرة» ومقاطعة الجامعة الجديدة. قال لي صديق كان في اليسار وعبر الخطوط: «الليبرالي» الاسرائيلي العادي كان مستعدا للموت من اجل حقك في التفكير. كلما تمر السنين وكلما وتزداد ردود فعل هذا المجتمع – الذي عاش ذات مرة في هرمونيا وهو اليوم ينهار – فأنا أميل الى التفكير بأن أقوال صديقي لم تعد تلائم الواقع الجديد. اليوم «الليبرالي» الاسرائيلي العادي سيكون مستعدا لقتل حقك في التفكير.
عن «إسرائيل اليوم»